تشهد المعابر الحدودية بين تونس والجزائر هذه الأيام توافدًا متزايدًا من التونسيين الذين يتوجهون إلى المدن الجزائرية لاقتناء مستلزمات شهر رمضان، مستفيدين من فارق الأسعار وانخفاض تكلفة العديد من المواد الغذائية الأساسية مقارنة بتونس.

وحسب ما أكده عدد من المسافرين لمراسل اي اف ام ، الصحفي منتصر ساسي، فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق التونسية دفع العديد منهم إلى البحث عن بدائل أكثر توفيرًا، حيث وجدوا في الأسواق الجزائرية خيارًا مناسبًا من حيث الأسعار والتنوع.

أسعار مغرية تجذب التونسيين

 

ذكر أحد المسافرين أنه يقطع مئات الكيلومترات من أجل التبضع من الجزائر، حيث يجد مواد مثل السكر، الزيت، والغلال والأجبان ومشتقاتها بأسعار أقل مما هي عليه في تونس، مما يمكنه من تحقيق بعض التوفير خاصة مع تزايد الطلب على هذه المنتجات خلال شهر رمضان.

تحركات على مستوى السوقين التونسي والجزائري

هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها سجلت ارتفاعًا ملحوظًا هذا العام، خاصة مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس وارتفاع كلفة المعيشة.
في المقابل، فإن السلطات الجزائرية لم تتخذ إجراءات صارمة لمنع التونسيين من التبضع داخل حدودها، مما سهل عملية التسوق عبر الحدود.

بين الاستفادة الاقتصادية والتحديات الحدودية

رغم أن هذه الظاهرة توفر حلًا جزئيًا لمحدودي الدخل، إلا أن بعض الخبراء الاقتصاديين يحذرون من تداعياتها على الاقتصاد التونسي، حيث يؤدي الإقبال على الأسواق الجزائرية إلى نقص السيولة في الأسواق المحلية ويفاقم مشاكل الاقتصاد التونسي.

وفي انتظار حلول جذرية للمشاكل الاقتصادية، يظل خيار التبضع من الجزائر ملجأ للعديد من التونسيين الباحثين عن تخفيف الضغط على ميزانياتهم استعدادًا لشهر الصيام.