كشفت احصائية للبنك الدولية أن قيمة تحويلات الجالية التونسية بالخارج إلى بلدهم الأم بلغت خلال السنة المنقضية 1.9 مليار دولار أمريكي (ما يعادل أكثر من 5.3 مليار دينار تونسي)، وهو مبلغ يمثل أكثر من عشر ميزانية البلاد. 

فالتونسيون يحتلون المرتبة السابعة إفريقيا والثالثة عربيا في قيمة الأموال المرسلة إلى ذويهم بعد المصريين أصحاب المرتبة الأولى ب26.8 مليار دولار، ثم المغاربة 6.7 مليار دولار وتحويلاتهم تتجاوز قيمة تحويلات الأشقاء الجزائريين (1.8 مليار دولار). 
إلا أن البنك كشف بأن تونس وكغيرها من الدول ستخسر قرابة 20 بالمائة التحويلات المتأتية بالعملة الصعبة (1.064 مليار دينارا)  والتي تشكل رافدا مهما لدعم الاقتصاد الوطني، جراء فيروس كورونا الذي من تبعاته فرض الحجر الصحي العام وإحالة عدد غير قليل على البطالة القسرية وبالتالي فقدانهم لامتيازاتهم المالية. 
إلا أن المفارقة العجيبة في ظل هذا المشهد الدرامي هو أن تحويلات الأموال نحو الخارج خصوصا تلك المنهوبة ستضرر بدورها، إذ أن الجارة الجزائر تعرف سنويا نهب ما لا يقل 1.5 مليار دولار وتهريبها إلى الخارج بتأكيد من منظمة النزاهة المالية
« Global Financial Integrity » 
والموجودة بالولايات المتحدة الأمريكية.