افتتحت الدورة التأسيسية لأيام قرطاج للهندسة المعمارية مساء اليوم السبت بمدينة الثقافة، بحضور وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ووزير الشؤون المحلية والبيئة مختار الهمامي ووزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية نور الدين سالمي، بالإضافة إلى مجموعة من المهندسين المعماريين وطلبة الاختصاص من الجامعات العمومية والخاصة. 

وأثنى وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، في كلمته الافتتاحية لهذه التظاهرة التي تتواصل إلى يوم 2 ديسمبر القادم، على دور المهندسين المعماريين في تخطيط النسيج العمراني والمعماري التونسي باعتباره أحد عناصر ومكونات المخزون التراثي والثقافي الوطني إلى جانب التعريف بالمراحل التي يمر بها كل مشروع معماري من الفكرة والتصور إلى التجسيم.

وأعربت مديرة الدورة شيراز سعيّد عن امتنانها لجميع المشاركين في تنظيم هذا الحدث، مشدّدة على أن الهندسة المعمارية هي الفن الأول لدى الإغريق وهي الأقدم من بين جميع الفنون.

وبيّنت أن التظاهرة تهدف بالخصوص إلى توعية المواطن بأهمية الدور الذي يلعبه المهندس المعماري في تحسين الجمالية العمرانية والمعمارية، مضيفة أن الأيام ستكون مناسبة للتعريف بدور المهندس المعماري ومهامه المتعدّدة من تخطيط المدن ووضع برامج وتصوّرات للمشاريع والإشراف على تنفيذها.

وتحدّث رئيس هيئة المهندسين المعماريين بتونس محمد مرزوق عن دور هذه التظاهرة في التعريف بدور المهندس المعماري وإيلاء الهندسة المعمارية المكانة التي تستحقها للنهوض بفن المعمار التونسي والتعريف به وحفظ الذاكرة المعمارية وتطويرها.

وتولّى وزير الشؤون الثقافية تكريم عدد من المهندسين المعماريين هم زينب حداد ميزوني وعلي عبد الصمد، وهو أول مهندس معماري خريج المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير بتونس، وعمر خوجة وعلي الجربي ونور الدين الربعي وهاشمي بوخريص وهادي عمران، وهو أول مهندس معماري اشتغل في وزارة الشؤون الثقافية، وفتحي كوشاد و"دونيس لوساج"، وهو مهندس معماري مختص في التراث، ولطفي بوزويتة، أول مهندس عمل في وكالة إحياء التراث.

وشمل حفل التكريم كذلك الطيب الحداد، وهو أول مهندس معماري تونسي، ولطفي بن عبد الرزاق وسامية يعيش عكروت ولطفي بوزويتة ومحفوظ الإمام و"أوليفييه ليمون كاكوب"، وهو مهندس معماري سابق عمل مستشارا لدى رئاسة الجمهورية التونسية.

وتابع ضيوف المهرجان عرضا للفيلم الوثائقي "من طين" للمخرج يونس بن سليمان وهو طالب في الهندسة المعمارية، وهذا الفيلم كان حاز على التانيت الذهبي لمسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة في أيام قرطاج السينمائية 2019، تلاه عرض موسيقي بعنوان "Undergue3"

 لمجموعة من طلبة الهندسة المعمارية.

واحتضن البهو الرئيسي لمدينة الثقافة معرضا جمع صورا للمعمار الذي تزخر به جزيرة جربة والذي تمّ إدراجه ضمن الملف العلمي لتسجيل جزيرة جربة على لائحة التراث العالمي المادي لليونسكو، بالإضافة إلى معرض يوثّق المنجز المعماري التونسي لمدة 50 سنة وكذلك معرض لأهم الأعمال المعمارية التي أنجزها طلبة الهندسة المعمارية.

 وكان الافتتاح الرسمي لأيام قرطاج للهندسة المعمارية بمدينة الثقافة، مسبوقا بتركيز تنصيبة من الخشب بشارع الحبيب بورقيبة، وهي تنصيبة تعبّر عن الهوية المعمارية الوطنية وتربط بين الفن المعماري القديم والحالي مع الانفتاح على المستقبل.

ثمّ نظم حوالي 200 طالب من المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير، موكبا انطلق من شارع الحبيب بورقيبة وجاب شارع محمد الخامس وصولا إلى مدينة الثقافة.

وخصّص القائمون على التظاهرة 5 جوائز مالية قيمتها الجملية 100 ألف دينار، إذ تبلغ قيمة الجائزة الأولى 30 ألف دينار، وهي مخصّصة لأفضل أول عمل بالنسبة إلى المهندسين الشبان. وتتمثّل الجائزة الثانية في أفضل مشروع تراث أعيد إنجازه وتبلغ قيمتها 20 ألف دينار.

أما الجائزة الثالثة وقيمتها 20 ألف دينار فتتمثل في أفضل مشروع بناء مدني. ورُصد أيضا مبلغ قيمته 20 ألف دينار للجائزة الرابعة المتمثلة في أفضل مشروع بناء عالي. أما الجائزة الخامسة فتبلغ قيمتها 10 آلاف دينار وتتعلّق بأفضل مشروع إسكان فردي.

وتتضمّن برمجة الدورة التأسيسية لأيام قرطاج للهندسة المعمارية 3 ندوات علمية تتمحور حول "الهندسة المعمارية الأكاديمية" و"الهندسة المعمارية والتراث" و"الهندسة المعمارية والتكنولوجيا الحديثة".