يتحسس الأطفال ضحايا الانتهاكات بالمدرسة القرآنية بالرقاب شيئا فشيئا طريقهم نحو الاندماج في الحياة من جديد، في تجربة هي الأشبه بالولادة الثانية لهم في مركز "أملي" المختص لإيواء الأطفال بحمام الأنف من ولاية بن عروس، وفق ما أفاد الأربعاء المندوب العام لحماية الطفولة مهيار حمادي.
وأضاف حمادي أثناء جلسة استماع عقدتها لجنة شؤون المرأة والأسرة والطفولة لوزارتي المرأة والشؤون الدينية، أن بعض الأطفال ممن الحقوا بالمركز بدؤوا يمارسون ألعابا منعوا من التمتع بها على غير أقرانهم طيلة فترة اقامتهم في المدرسة القرآنية التي مارسوا فيها عليهم عديد الانتهاكات، مشيرا، الى أن البعض من هؤلاء شرعوا في الاندماج في محيطهم الجديد.
وأكد أن المركز يوفر الاحاطة والرعاية لهؤلاء الأطفال من أجل مرافقتهم لتجاوز محنتهم، معتبرا، أن الوقت حان لإيلاء الطفولة المكانة التي تستحق من أجل حمايتها من الأخطار كونها أكثر الفئات هشاشة في المجتمع التونسي.
وكشف، أن أطفال المدرسة القرآنية بالرقاب منعوا على امتداد فترة اقامتهم بها من مشاهدة التلفاز، وتم ايواؤهم بصفة غير قانونية بمبيت المدرسة الموجود على بعد 7 كم فقط من مركز المعتمدية، مشيرا، الى أن طفلا ممن الحق من بينهم بالمركز طلب مشاهدة التلفاز بما يعكس رغبته في تجاوز آثار المحنة التي عاشها بالمدرسة.
وتعرض أطفال هذه المدرسة المتراوحة سنهم بين 10 و18 سنة الى الضرب المبرح وبعضهم تشققت قدماه واجبروا على ممارسة الأعمال المنزلية لحساب صاحب المدرسة كما مارسوا أعمالا شاقة فلاحية واستغلوا اقتصاديا في حين انتهك بعضهم جنسيا، وفق ما رواه المندوب العام لحماية الطفولة خلال جلسة الاستماع التي انطلقت متأخرة بساعة عن موعدها.
وذكر أمام حضور 20 نائبا، أنه تم تكليف مندوبة حماية الطفولة بسيدي بوزيد بزيارة تفقد للمدرسة إثر اشعارها مركزيا بوجود اخلالات بالمدرسة، مشيرا، الى أن المندوبة رصدت يوم 24 جانفي المنقضي وجود 24 طفلا فقط لكن بحلول الخميس الفارط رصدت 42 طفلا بالمدرسة اثناء يوم تنفيذ قرار السلطات الأمنية بإغلاق المدرسة بمعية فرقة مختصّة من العاصمة إثر الكشف عن تجاوزات بها.
وغادر طفل أثناء الفترة من 24 جانفي الى غاية 30 من نفس الشهر لسنة 2019، المدرسة والحق بمدرسته الاعدادية وكان متفوقا في الدراسة بها بقرار من وزارة التربية، حسب ما أكده المندوب العام لحماية الطفولة، مؤكدا، سعي مصالح مندوبية حماية الطفولة الى ادماج هؤلاء الأطفال في المجتمع بالتنسيق مع مختلف الأطراف المتدخلة.
يشار الى أن السلطات الأمنية المحلية بولاية سيدي بوزيد قامت، الخميس الماضي، بمعية فرقة مختصّة من العاصمة بإغلاق مدرسة قرآنية في معتمدية الرقاب وايقاف مديرها وعدد من تلاميذها لعرضهم على الجهات الأمنية المختصّة بعد أن تم الكشف عن عديد التجاوزات داخلها.
وتم إيواء 42 طفلا يدرسون بهذه المدرسة بمركز "أملي" المختص لإيواء الأطفال بحمام الأنف من ولاية بن عروس، وتوفير الرعاية النفسية والصحية واللازمة بهم من طرف مختصين واطارات تربوية، وفق ما أفادت به وزارة المرأة والأسرة والطفولة.
Address: Immeuble Louati 4e étage Lot 6.5.9
Les Jardins du Lac - Tunis - Tunisie
Tél: +216 70 016 020
E-Mail: contact@ifm.tn