تم صباح اليوم الاربعاء بمبنى بورصة الشغل بالعاصمة تدشين مقري جامعة تونس للتعلم مدى الحياة والمركز الوطني لتعليم الكبار، وذلك بحضور وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي ورئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان عبد الباسط بلحسن ومجموعة من نشطاء الحقل الاجتماعي. 

وقال وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، ان محاربة الأمية لا يمكن ان تقتصر على تعليم الكبار أبجديات الكتابة والقراءة وإنما هي سلسلة من الإدماج الاجتماعي والعمل على الحيلولة دون عودة المنقطعين عن الدراسة مبكرا الى الأمية، من خلال تعليمهم المهارات اللازمة وتطوير ملكاتهم، كشرط أساسي لاستعادة المنقطع عن الدراسة مكانته في المجتمع وفي الدورة الاقتصادية خاصة.

وأوضح ان تأسيس جامعة تونس للتعلم مدى الحياة سيوفر لطالبي المعرفة مقرا دائما للاستفادة من الخدمات التعليمية بشكل مجاني وفي عدة اختصاصات، مشيرا الى أن البرنامج الجديد لتعليم الكبار ستقوم الوزارة بتنفيذه بالشراكة مع المعهد العربي لحقوق الإنسان وجامعة منوبة، إضافة الى خبراء من الخارج وخاصة نشطاء في المجال من ألمانيا.

وتم بالمناسبة توقيع عدد من الاتفاقيات بين الأطراف المتدخلة في مجال التعلم مدى الحياة وهي وزارة الشؤون الاجتماعية والمعهد العربي لحقوق الإنسان وكلية الآداب والإنسانيات والفنون بمنوبة.

وأوضح رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان ان تدشين مقر جامعة تونس للتعلم مدى الحياة يتضمن رسالة مفادها ان التعليم هو المدخل الأساسي للتنمية الإنسانية ولتمكين فئات عديدة من اكتساب مهارات حياتية، مشيرا الى ان من مضامين الاتفاقيات الممضاة اليوم، ترسيخ قيم حقوق الإنسان لطالبي المعرفة مدى الحياة وتحسيسهم بحقوقهم المدنية بعيد عن الأبجديات المباشرة لتعليم الكبار.

ومن جانبه بين رئيس جامعة تونس للتعلم مدى الحياة محمد احمد القابسي ان مضامين المعرفة في برنامج تعليم الكبار ستخرج عن الأساليب التقليدية وستركز على زرع القيم لدى الفئات المستهدفة ومنها بالخصوص الفئات الهشة من نساء معنفات ومساجين وغيرهم من اجل تسهيل إدماجهم في المجتمع.

وأكد أن الدروس التي سيقع تقديمها ستمكن المرأة المعنفة من معرفة كيفية الحصول على حقوقها القانونية، مضيفا في نفس السياق ان الدورات التدريبية ستستمر 18 ساعة أسبوعيًا ويؤمنها مدربون أجانب وبشكل مجاني لتوجيه هذه الفئات الهشة في المجتمع.

كما ستشمل برامج تعليم الكبار 2700 لاجئ في تونس لتكييف حياتهم مع متطلبات المجتمع، وفق ما ذكره القابسي ملاحظا ان احداث هذه الجامعة يتنزل في إطار تكريس المساواة بين كل المواطنين وتأمينهم اجتماعيًا ضد مخاطر الانحراف.