كشف عبد الرحمان الخراط رئيس المنظمة الدولية للقيادات الشبابية اليوم الثلاثاء 06 أكتوبر 2020  ، عن وجود شبهات فساد على مستوى التصرف في  الميزانية المخصصة لمجابهة جائحة كورونا و"تبخر" 2000 مليون دينار منها حتى الساعة من بين 6 الاف مليون دينار خصصتها وزارة الصحة لمجابهة الجائحة،على حد تقديره. 

   الخراط أضاف قائلا على هامش الندوة الصحفية التي عقدها اليوم الثلاثاء بمقر المنظمة بالقيروان لإنارة الرأي العام بخصوص وجود تجاوزات وصفها بالخطيرة في القطاع الصحي بتونس، إبان حلول جائحة فيروس كورونا ، مضيفا بأنه إلى جانب الى الستة آلاف مليار المذكورة، تم سحب 2100 مليون دينار كانت مخصصة لإنجاز 7 مشاريع كبرى بوزارة التجهيز وسحب 90 بالمائة من الاعتمادات المرصودة لبرنامج "رائدة" الذي تنجزه وزارة المرأة بتمويل من الاتحاد الاوروبي ،بتعلة معاضدة جهود مجابهة جائحة كورونا ولكنها "لم تتجسم على ارض الواقع وبقي وضع القطاع متدهورا ، بل ازداد سوء خلال الجائحة " بحسب تعبيره 
كما أكد الخراط وجود شبهة فساد في اقتناء سيارات اسعاف وأسرّة انعاش من طرف وزارة الصحة بمساعدة رجال اعمال لتوزيعها على المستشفيات العمومية، قبل أن يقع الاستحواذ على جزء منها من قبل احد رجال الاعمال بتعلة دفعه لـ 40 بالمائة من قيمتها، وتحويل وجهتها بيعا وشراء الى بعض المصحات الخاصة أو الى القطر الليبي، وفق تأكيده. 
 الخراط لم يتوقف عن توجيه أصابع الاتهام بل كشف عن وجود شبهات فساد في الصيدلية المركزية وتعاملها الذي وصفه ب "المزدوج" بين الصيدليات وبين المهربين بحماية اشخاص متنفذين لهم علاقة بمدير سابق بالصيدلية المركزية من خلال توريد كمامات ومواد تعقيم واجهزة تحليل لفيروس كورونا غير مطابقة للمواصفات الدولية . 

موضحا في نفس الاطار بأنه "تم اقتناء كمامات ومواد تعقيم من بعض الشركات التونسية دون نشر طلب عروض حسب قانون الصفقات العمومية، وذلك لوجود علاقات شخصية بين فاعلين بالصيدلية المركزية وبعض رجال الاعمال ومديري مؤسسات صناعية" وفق تعبيره. 
   واشار عبد الرحمان الخراط الى وجود "تواطئ في توزيع ادوية الامراض المزمنة من اجل عدم وصولها الى المستوصفات ومن صيدليات المستشفيات بغاية بيعها خلسة" بحسب شهادات تحصلت المنظمة من عديد الاطباء 
   وعلى المستوى الجهوي تطرق الى ارسال بعض الادارات الجهوية للصحة لـ"تقارير مفبركة" حول عدد المصابين بفيروس كورونا وحول نتائج التحاليل وعدد الموتى بالإضافة الى وجود "وضع كارثي" بالإدارات الجهوية للصحة نتيجة النقص الفادح في الموظفين وتغيبهم الكلي او الجزئي لمدة اكثر من نصف شهر ونصف ومغادرة اماكن عملهم وبتستر من بعض المديرين الجهويين فضلا عن غياب المعلومة الصحيحة في اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث، على حد وصفه 
    رئيس المنظمة الدولية للقيادات الشبابية أفاد بأن الوصول إلى خلاصة هذه التجاوزات المنسوبة كان بناء على  على عمل استقصائي انجزته المنظمة واستبيان بالادارات الجهوية للصحة وبالاعتماد على تقارير مالية رسمية واكد انه تم مد هيئة مكافحة الفساد بعدد من ملفات الفساد كما يتم موافاة وزير الصحة بنفس الملفات مضيفا انه سيتم وضع كل ما توصلت اليه المنظمة من كشف للفساد والتجاوزات في القطاع الصحي على ذمة النيابة العمومية والقطب القضائي المالي 
   ويشار الى ان المنظمة الدولية للقيادات الشبابية هي منظمة غير حكومية وغير ربحية تأسست سنة 2017 ومن ابرز اهدافها تكوين الشباب وتأطيره من اجل المساهمة في بناء المسار الديمقراطي وتمكينه من مراكز القرار وتملك المنظمة التي يقع مقرها المركزي بولاية القيروان، عددا من الفروع الجهوية وهي تهتم بعقد شراكات مع عدة منظمات وجمعيات وطنية ودولية من اجل النهوض بواقع الشباب على الصعيد المحلي والدولي.