وقال الرئيس:" نحن نعمل اليوم على تحقيق آمالهم وتحقيق مطالبهم وسوف تلاحظون في الصور التي تم الاحتفاظ بها أن من بين المطالب هو أن تكون السيادة للشعب، نحن مع هذا البرلمان المعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب، لا أن يكون مجرد برلمان تسيل فيه الدماء ويتبادل فيه من تم انتخابهم بالطريقة التي تعرفون السباب والشتائم، ولتونس تاريخ حافل لا فقط بأمجاد هؤلاء الذين استشهدوا والذين اعتقلوا يوم التاسع من أفريل وجوبهوا بالرصاص، لتونس تاريخ حافل بأمجاد هؤلاء وتاريخ حافل بفكر مستنير على مر الأحقاب والعقود، كان هذا الفكر ولا يزال فكرا وطنيا يتطلع إلى المستقبل ويرفض التراجع والانتكاس ولا مجال للرجوع إلى الوراء، ولفكرة البرلمان في تونس تاريخ طويل صنعه الوطنيون الأحرار ودفعوا من أجل هذه الفكرة حياتهم، فدوا هذه الفكرة بأرواحهم، ولكن بين فكر هؤلاء الذين سقطوا شهداء في مثل هذا اليوم، والتجارب التي عرفتها تونس بون شاسع وكبير، كانت المطالبة بالبرلمان بعد أن كان هناك رفض في وقت من الأوقات لفكرة البرلمان ولفكرة أن يكون هناك مجلس سنة 1861 حينما خرجت مظاهرة من أمام جامع الزيتونة متوجهة إلى قصر باردو آنذاك فتم اعتقالهم في الطريق وتم تلفيق تهم إليهم تتعلق باحتكار الزيت والقمح، وقال أحدهم في ذلك الوقت معبرا عن هذه الحالة التي لم يعرفها في الواقع الكثيرون رفضوا المجلس الأكبر، كان النائب العام يلتقط فلتات ألسنتهم، وما أكثر فلتات الألسنة في هذه الأيام".
وتابع رئيس الدولة:" عرفت تونس فكرة الانتخاب شيئا فشيئا فاستبطنوها، وعرفت الانتخابات خاصة في المجالس والغرف التجارية والفلاحية، فبدأت فكرة الانتخاب تتبلور شيئا فشيئا حتى طالب التونسيون بوضع برلمان ولكن لم يكن في الواقع منتخبا في المجلس الكبير كان جزء فرنسي وجزء آخر للتونسيين في هذا المجلس الكبير وقد كان نقيض البرلمان، الذي استشهد من أجله التونسيون وناضلت من أجله التونسيات أيضا، فهذا المجلس كما قال بيرم التونسي الذي رأى في المنام سنة 1936 أن تونس لها برلمان، واستيقظ على الساعة السادسة صباحا على صوت بائع الفطائر، فوقفت فكرة البرلمان ووقف هذا الحلم ولكن جاء الحلم بعد ذلك من قبل التونسيين... كان المجلس الكبير كما قال أحدهم نقيض البرلمان الذي استشهد من أجله التونسيون... قال بيرم التونسي نفسه لا تسمع في هذه المجالس غير جعجعة وليس فيها غير صرصعة وبعبعة تدور كلها حول مواضيع مقررة ومشروعات مدبرة وقوانين مسطرة ثم تنتهي بتنفيذ إرادة أولي الأمر والنهي، كأنه يتحدث عن الوضع الذي كان سائدا قبل 25 جويلية الماضي".
Address: Immeuble Louati 4e étage Lot 6.5.9
Les Jardins du Lac - Tunis - Tunisie
Tél: +216 70 016 020
E-Mail: contact@ifm.tn