حمّلت النقابات الاساسية لأعوان شركة فسفاط قفصة بإقليم أم العرائس من ولاية قفصة السلطات الوطنية والجهوية وإدارة الشركة المسؤولية الكاملة للأوضاع "المزرية" التي آلت إليها شركة فسفاط قفصة في السنوات الاخيرة من تعطيل متواصل لسير نشاط هذه الشركة ومن تراجع للإنتاج في السنوات السبع الأخيرة.

واعتبرت النقابات الأساسية بإقليم أم العرائس في بيان لها صدر عقب اجتماع لها أمس الثلاثاء بإشراف الاتحاد المحلي للشغل وخصّص لتدارس الأوضاع الذي آلت إليها هذه الشركة، أن الغياب الكلّي للدّولة بجميع أجهزتها في معتمدية أم العرائس على وجه الخصوص تسبّب في الاوضاع "المزرية " لهذه المؤسسة، مطالبة السلطات المركزية والجهوية وإدارة الشركة بتحمّل مسؤولياتها في إيجاد حلول للمشاكل التي تعانيها الشركة وتوفير مناخ ملائم للعمل.

كما لفت بيان هذه النقابات إلى مظاهر التخريب والسرقة التي تتعرضّ لها منشآت ومعدّات شركة فسفاط قفصة وإلى ما اعتبرته هذه النقابات تعطيلا ممنهجا لخطوط السكة الحديدية مما أدّى إلى ارتفاع كلفة نقل الفسفاط عبر الشاحنات.

ويضمّ اقليم شركة فسفاط قفصة بأمّ العرائس مقطعين لاستخراج الفسفاط "كاف الدور الغربي والمائدة الشمالية " بالإضافة إلى وحدة لإنتاج الفسفاط، ولم يتجاوز حجم إنتاج الفسفاط التجاري بهذا الإقليم في شهري جانفي وفيفري الماضيين 13 ألف طنّ مقابل هدف رسمته الشركة بالنسبة لهذا الاقليم يتمثّل في إنتاج 35 ألف طنّ.

وأصدرت من ناحيتها النقابة الأساسية لإطارات المقرّ الاجتماعي لشركة فسفاط قفصة عشية أمس الثلاثاء بيانا حمّلت فيه مسؤولية ما آلت إليه أوضاع هذه الشركة من " تردّ غير مسبوق"، إلى السلط المركزية والجهوية.

وأشارت النقابة الاساسية لإطارات المقرّ الاجتماعي لشركة فسفاط قفصة إلى جسامة المخاطر المحدقة بهذه الشركة جرّاء التحرّكات الاجتماعية والوقفات الاحتجاجية المسترسلة بمدن الحوض المنجمي وهي المتلوي والرديف وأم العرائس والمظيلة، وما ينتج عنها من توقّف كلّي لنشاط الشركة بعديد مواقع الانتاج.

وأكّدت هذه النقابة في بيانها استعدادها لاتخاذ كل الطرق الدفاعية والنضالية المشروعة من أجل المحافظة على ديمومة الشركة والذود عنها ضدّ أيّة جهة تعمد إلى تعطيل النشاط ومنع استعادة النسق العادي للإنتاج.

وتعاني شركة فسفاط قفصة منذ سنة 2011 من تراجع لافت في إنتاج الفسفاط التجاري وفي مختلف أنشطتها في استخراج الفسفاط وتسويقه بسبب تواتر احتجاجات واعتصامات طالبي الشغل أو المحتجين على نتائج مناظرات تنجزها هذه الشركة أو الشركات المتفرعة عنها وهي أساسا شركات البيئة.

وكانت شركة فسفاط قفصة تتطلّع إلى إنتاج 936 ألف طن من الفسفاط التجاري خلال شهري جانفي وفيفري الماضيين إلاّ أنّ اعتصامات واحتجاجات نفّذها في عدّة مرات عاطلون عن العمل ومحتجون على نتائج شركات البيئة حالت دون أن تحقّق الشركة هذا الهدف إذ لم يتعدّى انتاج شهري جانفي وفيفري 2019 حدود 685 ألف طنّ من الفسفاط التجاري.

ويتواصل لليوم الخامس بالجهة إضراب أعوان الشركة التونسية لنقل المواد المنجمية وهو ما أدّى إلى شلل تامّ في أنشطة شركة فسفاط قفصة بمختلف أقاليمها.