أعلنت اليوم النقابة الأساسية للأطباء الاستشفائيين الجامعيين بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة في المنستير في بيان لها تحت عنوان "حول احتضار المرفق الصحي العمومي في عديد الاختصاصات الطبية: الطب النفسي للأطفال بالمنستير مثالا" عن تبينّها لكل القرارات الصادرة عن أطبّاء اختصاص
الطب النفسي للأطفال بهذا المستشفى الذي "يشهد وضعا كارثيا متفاقما منذ ما يزيد عن عقد من الزمن وينبئ بالاندثار السريع لهذا الاختصاص الذي يهتم بشريحة هامّة من التونسيين وهي الأطفال والمراهقين" ويفتقر قسم الطب النفسي للأطفال بالمنستير "لأبسط مقوّمات العمل الضرورية من قسم مستقل واطارات شبه طبية وقاعات للفحوصات اذ يتوفر مكتب واحد يتقاسمه من 8 إلى 10 أطباء ويقومون فيه بالعيادات والتأطير والتكوين الطبي والأبحاث العلمية"، حسب نصّ البيان.
وأوضحت النقابة أنّ حدّة الأزمة زادت مع الارتفاع المهول لطلبات العيادات النفسية للأطفال مع غلق وحدتي الطب النفسي للأطفال في المهدية وفي سوسة وازدياد أعداد التساخير الطبية القضائية في نطاق قانون مقاومة العنف المسلط على الأطفال مؤكدة أنّ "سلطة الإشراف جابهت هذه الأوضاع محليا وجهويا ومركزيا بكثير من اللامبالاة وبكم هائل من الوعود الزائفة والتسويف مما دفع بالأطباء الاستشفائيين إلى البدء في تقديم استقالاتهم من القطاع الصحي العمومي"، وفق البيان.
وبيّنت النقابة في ذات البيان أنّ "ما يعانيه الاستشفائيون الجامعيون في اختصاص الطب النفسي للأطفال بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير يمثّل نبذة بسيطة لما آل إليه القطاع الاستشفائي الجامعي الذي يعاني منذ سنوات من وضع مترد نتيجة تدهور ظروف العمل بالمستشفيات الجامعية" كالنقص الحاد في الإمكانيات والمعدات والأدوية وتفشي ظاهرة العنف والاعتداءات المتكررة على الإطارات الطبية وشبه الطبية وأزمة عميقة في التمويل بلغت ذروتها منذ سنة 2016 ممّا انعكس سلبا على جودة وطبيعة الخدمات الصحية المسداة" حسب تقديرها.
"وازداد تفاقم الوضع أكثر مع الهجرة الجماعية للاستشفائيين الجامعيين للقطاع العمومي بأعداد مهولة لم نشهدها من قبل، باتت تهدد بجدية ديمومة القطاع الصحي الحيوي ومنظومة التكوين الطبي وشبه الطبي في بلادنا" حسب ما ذكرت النقابة في بيانها معتبرة أنّ السياسات الصحية المنتهجة من قبل "سلطة الإشراف ورغم تغيير الوزراء على رأسها بأنّها تميزت بلا مبالاة كاملة" "مما أدى إلى احتضار هذا القطاع" حسب تقدير النقابة.
وحمّلت النقابة سلطة الإشراف المسؤولية كاملة لما آل إليه الوضع معلنة استعدادها لخوض كلّ الأشكال النضالية لحماية منظوريها وللدفاع عن القطاع العمومي وعن صحة الأطفال.
ومن جهتها أوضحت سارة بوصلاح طبيبة استشفائية مساعدة في قسم الطب النفسي للطفل والمراهق بالمستشفى أنّ اختصاص الطب النفسي للطفل والمراهق له علاقة بالطب المدرسي وبارتفاع حالات التوحد وعدّة اضطرابات كاضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص التركيز ووضعيات الطفولة المهدّدة التي هي في تزايد خاصة مع قانون حماية المرأة المعنفة والطفل المعنف ومع غلق قسمي الطب النفسي للطفل في كلّ من سوسة والمهدية ارتفعت الطلبات أكثر.
وأصبح قسم المنستير يؤمّن عيادات بمعدّل مرتين أسبوعيا في الطب المدرسي في سوسة وأصبحت مواعيد للعيادات تحدّد فيه بعد ستة وسبعة أشهر.
وبلغ سنة 2018 مجموع الحالات الجديدة في الطب النفسي للطفل والمراهق ألف حالة أي أن مجموع الحالات التي يقع متابعتها يتراوح بين 4 و5 آلاف حالة في السنة وفق ما ذكرته نفس الطبيبة، مشيرة إلى أنّ اختصاص الطب النفسي للطفل موجود حاليا فقط في المنستير ومستشفى الرازي بمنوبة وفي مستشفى المرسى وفي صفاقس وطبيبة واحدة في المستشفى العسكري بتونس، حسب قولها.
وتتلخص مطالب أطباء الطب النفسي للطفل والمراهق بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة حسب سارة بوصلاح في تفعيل ملف تنفيذ مشروع إحداث قسم خاص بالطبّ النفسي للطفل والمراهق في موقع مركز التوليد وطب الولدان بالمنستير وهو مشروع مطروح منذ سنة 2002.
من ناحيتها ذكرت حسب أسماء قدرية أستاذة استشفائية مساعدة في طب النفس للطفل والمراهق بذات القسم الذي قرر خلال السنة الجارية عدم قبول أية أطباء متربصين لتأطيرهم "هناك تسويف بشأن إحداث هذا القسم الخاص إذ تقع إجابتنا ليس هناك ملف أو أنّه لم يصل إلى سلطة القرار" .
ويذكر أن فريق الطب النفسي للطفل والمراهق بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة قد علّق منذ 24 ديسمبر 2018 إعلاما للمرضى بأنّه بداية من غرة جانفى 2019 لن يمكنهم "تأمين إلاّ نسبة محدودة من الأنشطة مع إيلاء الأولوية للحالات الاستعجالية" ويضمّ هذا الفريق كلاّ من الأستاذ الاستشفائي نوفل قدور والاستاذتين الاستشفائيتين المساعدتين سارة بوصلاح وأسماء قدرية.
وات
Address: Immeuble Louati 4e étage Lot 6.5.9
Les Jardins du Lac - Tunis - Tunisie
Tél: +216 70 016 020
E-Mail: contact@ifm.tn