يشهد سوق معدات الحماية والمراقبة في جهة الحمامات ارتفاعًا غير مسبوق في الطلب، على خلفية تزايد حالات السرقة الغامضة التي هزّت المنطقة مؤخرًا، والتي نُسبت لما أصبح يُعرف في الأوساط الشعبية بـ"السارق الشبح".

وحسب ما أكدته مصادر مطلعة لمراسل إي أف أم في ولاية نابل، منتصر ساسي، فإن المصالح الأمنية بصدد تتبع خيوط دقيقة قد تُفضي إلى كشف هوية الجاني، في حين تواصل التحقيقات في عدد من القضايا المماثلة التي تم تسجيلها خلال الأسابيع الأخيرة.
وأفادت ذات المصادر بأن السارق يتعمد التنكر أثناء تنفيذ عملياته، ويستعمل قفازات تفاديًا لترك أية بصمات، ما زاد من صعوبة تعقّبه وكشف هويته، وهو ما يرجح فرضية أنه ذو خبرة مسبقة في تنفيذ مثل هذه الأفعال.
وفي تصريح لموزع معتمد لأجهزة المراقبة في الجهة، أكد أن المبيعات تضاعفت خلال الأسبوعين الأخيرين بنسبة تجاوزت 60%، مشيرًا إلى أن الإقبال الأكبر كان على الكاميرات الذكية المزودة بخاصية الرؤية الليلية والتنبيه عبر الهاتف.
وتأتي هذه الطفرة بعد أن تم تداول مقاطع فيديو وصور توثق عمليات سرقة طالت منازل ومتاجر دون أن يُعرف الفاعل، وسط عجز واضح عن تحديد هويته، رغم أنه ظهر في بعض المقاطع وهو يتحرك بخفة ملحوظة ويتفادى بمهارة نقاط التصوير بعد تعمده التنكر.
من جانبها، دعت السلطات الأمنية المواطنين إلى توخي الحذر والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، مؤكدة أنها كثّفت من دورياتها وتعزز جهودها للكشف عن الجاني ووضع حد لهذا التهديد المتكرر لأمن السكان وممتلكاتهم.
وفي ظل هذا الوضع، يبدو أن "السارق الشبح" لم يسرق فقط الأموال والذهب، بل سرق أيضًا طمأنينة الأهالي، مما دفعهم للجوء إلى التكنولوجيا بحثًا عن شعور مفقود بالأمان.