القبلة: عادة متجذّرة في وجدان أهالي الحمامات
"القبلة" في الحمامات ليست مجرد طقس عابر، بل هي جزء من التراث المحلي، تتجسد في تنظيف المنازل وتزيينها وشراء الملابس الجديدة وتحضير أطباق العيد، والأهم من ذلك زيارة المقابر والترحم على الأموات صبيحة العيد، حيث يتجمّع الأهالي في جوّ من الخشوع والتآزر الاجتماعي.
تعمل العائلات في الحمامات منذ الآن على تجهيز مستلزمات العيد. والأسواق تعرف اكتظاظًا لافتًا، والمحلات التجارية تعرض بضائعها من ملابس وحلويات تقليدية.
وفي حديث مع السيدة رجاء، صاحبة محل لبيع الملابس الجاهزة، تقول: "نستعد للعيد منذ أسابيع، والطلب هذه السنة جيد رغم الظروف الاقتصادية."
من جانبها، كثّفت بلدية الحمامات حملات التنظيف والتزيين في مختلف الأحياء، وركزت على محيط المساجد والمقابر التي تشهد في العيد إقبالًا كبيرًا من الزوار. كما تمّ تعزيز الإنارة العمومية وتزيين الشوارع بالأضواء احتفالًا بهذه المناسبة الدينية.
من جهته أكد مصدر من المنطقة السياحية الحمامات أن الوحدات الأمنية وضعت خطة لتأمين حركة المرور وتنظيم دخول الزائرين إلى المدينة، خاصة أن العيد يصادف ذروة توافد السياح والمصطافين. كما تم التنسيق مع مراكز الصحة الأساسية لتأمين المداومة خلال أيام العيد.
في جولة سريعة، عبّر عدد من المواطنين عن سعادتهم باقتراب العيد، مؤكدين أن "القبلة" تمثّل بالنسبة لهم لحظة تجمع وفرح وتجديد صلة الرحم.
يقول الشاب وسيم: "العيد في الحمامات له نكهة خاصة، لا تكتمل إلا بزيارة المقبرة والتلاقي مع الأهل والأحباب."
عيد بطابع تراثي وروح جماعية
هكذا تبدو الحمامات قبيل عيد الفطر: مدينة نابضة بالحياة، تحافظ على عاداتها وتحتفي بروح الجماعة، لتجسّد صورة مثالية عن العيد في تونس، حيث تمتزج الروحانية بالفرح والترابط المجتمعي.
تقرير منتصر ساسي
Address: Immeuble Louati 4e étage Lot 6.5.9
Les Jardins du Lac - Tunis - Tunisie
Tél: +216 70 016 020
E-Mail: contact@ifm.tn