في مشهد يمزق القلوب، وجد مواطن بلجيكي نفسه مضطرًا إلى النوم في العراء، على أرصفة شوارع مدينة الحمامات، بعد أن نفدت أمواله وعجز عن تسديد معاليم الإقامة في النزل الذي كان يأويه. وبحسب ما أكده شهود عيان لمراسل اي اف ام في ولاية نابل، الصحفي منتصر ساسي، فإن الرجل يعيش حاليًا وضعًا مأساويًا، وسط حرارة الشمس القاسية في النهار وبرودة الليل، دون مأوى أو طعام أو رعاية.

ووفق الشهادات، فإن المواطن البلجيكي يبدو عليه الإرهاق الشديد والارتباك، كما أنه يفتقد لأبسط مقومات العيش الكريم، مما أثار تعاطف المارة وعدد من أهالي الجهة الذين حاولوا مد يد المساعدة بما توفر لديهم.

إن هذه الحادثة الإنسانية المؤلمة تستوجب تدخّلًا عاجلًا من السلط المعنية، وعلى رأسها وزارة الشؤون الاجتماعية و السلط الجهوية، لتوفير الإحاطة اللازمة في أقرب الآجال. كما يُنتظر من سفارة بلجيكا بتونس التحرك السريع لمتابعة الحالة والتكفّل بمواطنها، حمايةً لكرامته وضمانًا لسلامته.

الواقعة تُعيد طرح أسئلة عديدة حول آليات حماية الأجانب المتواجدين في تونس عموما، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، وتُذكّر بواجباتنا الإنسانية في مد يد العون لكل من ضاقت به السبل، مهما كانت جنسيته.