ليلة اختتام مهرجان بلاريجيا الدولي بجندوبة لم تكن ككل الليالي كانت فلسطين هناك تمشي على خشبة المسرح بأقدام أطفالها وتلوح بكوفيتها في سماء جندوبة.

على وقع الدبكة رسمت فرقة الكوفية للتراث الفلسطيني لوحات من الذاكرة ونسجت بخطى راقصيها خيوط الحكاية الفلسطينية من أزقة المخيمات إلى رحابة المهرجان.
 الجمهور منه من التف بالكوفية ومنه من حمل العلم الفلسطيني والعلم التونسي وكأنه يردد بصمت: "هنا... تلتقي الأرض بالأرض....". 

دموع الفسيفساء:
أهدت هيئة المهرجان رئيسة الفرقة حورية الفار، لوحة فسيفسائية كتبت عليها كلمة "القدس" فاحتضنتها وقبلتها لتسقط دموعها وكأنها تروي قصة عشق لا تنتهي.
 وفي لحظة وفاء وضعت الفار الكوفية الفلسطينية على كتفي والي جندوبة الطيب الدريدي إهداء من قلب فلسطين إلى قلب تونس.

حلم ينبت من حجارة المخيم
وفي تصريحها لمراسل إي آف آم بالجهة رشيد قروي قالت حورية الفار: كنت أحلم بفرقة دبكة للأطفال ليحملوا تراثنا وينقلوه من جيل إلى جيل. واليوم صار الحلم عائلة تضم عشرات من القلوب  النابضة بالوطن".

الرقص... مقاومة صامتة
"كل يناضل من موقعه للبقاء حتى وإن كنا في الشتات" هكذا تحدثت الفار. فالدبكة بالنسبة لها ليست مجرد خطوات متناغمة بل فعل بقاء وحفظ للهوية ومساحة ضوء لأطفال حرموا من ألعاب الطفولة لكنهم وجدوا في الفرقة نافذة أمل نحو غد أجمل.

في ليلة البارحة لم يكن الختام ختاما بل كان بداية جديدة لحكاية لا تنطفئ حيث تظل الكوفية رقصة الروح وسطرا أبديا في كتاب الصمود.

 

تقرير: رشيد قروي