دعا الإطار الطبي وشبه الطبي ومختلف أعوان المستشفى المحلي بقصور الساف من ولاية المهدية، في وقفة احتجاجية نظموها اليوم الاثنين، سلط الإشراف إلى "حمايتهم من الاعتداءات المتكررة والتي باتت تنتهك حرمتهم النفسية والجسدية". 

وأكدت إلهام المبروكي، عون شبه طبي، أنها عاشت رفقة زملائها "ساعات مرعبة في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد المنقضية بعد أن تعمد أحد المواطنين تهشيم البلور وتهديد الأعوان ما خلف إصابات مختلفة وحالة من الهلع"، وفق تعبيرها.

وأوضحت المبروكي، في تصريح إعلامي، أن الحادثة تمثلت في طلب أحد المواطنين صورة بالأشعة بعد تعرضه لحادث مرور وعندما أكد له الأعوان عدم وجود الخدمة في المستشفى المحلي بقصور السالف وأنه سينقل إلى المستشفى الجامعي الطاهر صفر لاستكمال الفحص والعلاج "بدأ بالصراخ وانهال على الزجاج ليهشمه ويصاب أحد الأطباء بينما سارع البقية بالاختباء".

وبين رئيس الاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية، عبد الله العشي، من جانبه، أن "هذا النوع من الاعتداءات بات متكررا وأنه على سلطة الإشراف التسريع بإحداث نقطة أمنية أو حراسة دائمة مع تركيز كاميرات مراقبة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة".

وشدد العشي، على أن المسبب الرئيسي في هذه الحوادث هي وزارة الصحة التي كلما تراخت في تأمين الأعوان وفي توفير المعدات والتجهيزات الطبية وتدني الخدمات المقدمة للمواطن فإن المرضى وأهاليهم سيعبرون عن غضبهم بطرق لائقة وأخرى مرفوضة كالعنف.

وبين المحتجون، أن "إطارات المستشفى المحلي بقصور الساف يبذلون أضعاف طاقاتهم لتأمين الخدمات المناسبة والسريعة لفائدة المرضى لكن النقص في الأعوان والإطارات والتجهيزات "يقف حجر عثرة أمام إرضاء مرتادي المستشفى، وهو أمر يقع على عاتق وزارة الصحة"، حسب رأيهم.

من جهتها، ذكرت المديرة الجهوية للصحة، سامية الفقيه أحمد أن "الإمكانيات المتاحة لا تمكن من توفير نقطة حراسة مستمرة في المستشفى المذكور"، فيما أكدت على أنه تم التنسيق مع قوات الأمن لتأمين زيارات ليلية دورية والاستجابة لكل نداء من قبل الأعوان والأطباء".

ولاحظت الفقيه، في هذا السياق، أن ظاهرة العنف تتعرض لها المؤسسات الصحية العمومية كل يوم ليبلغ عددها منذ سنة 2017 إلى حد الآن نحو 70 حالة عنف، تفاوتت نتائجها بين عنف لفظي وجسدي وهو أمر لا بد أن يكافح بتوفير الموارد البشرية والتجهيزات المتطورة، على حد تعبيرها.

وات