أثار هدم المقر القديم لبلدية جندوبة الذي يهدف لإعادة تهيئته ودرء ما يتهدّدها من مخاطر جدّية تمظهرت من خلال التشققات والانهيارات الجزئية الحاصلة في جدرانها وأسقفها جملة من الانتقادات الرافضة لعملية الهدم وأخرى منتقدة لعدم التزام بلدية المكان صاحبة المشروع بالمحافظة على الواجهة الامامية التي تروي جزء من تاريخ البناية التي تعود إلى 1887 . 

وفي ردّه على هذه الانتقادات أكد رئيس بلدية المكان عمار العيادي أنّ هدم مقر بلدية جندوبة الذي تم التخلّي عن العمل فيه منذ سنة 2017 جاء لدرء المخاطر على العاملين فيه وعلى المارة أيضا حيث أجمعت كل الاختبارات والمعاينات التي قامت بها الجهات المختصة على عدم تحمّل البناية أي ترميم وهو ما يستوجب في نظر تلك الجهات الهدم الكامل وإعادة البناء.

واستندت بلدية جندوبة في قرار الهدم الذي صادق عليه المجلس البلدي في 28 فيفري من السنة الجارية ب 26 صوتا مقابل رفض ستة آخرين في ذلك لاختبار تم إنجازه في 20 ماي 2008 واختبار مؤرخ في 29 جويلية 2013 وقراري اللجنة الجهوية لمعاينة البنايات الآيلة للسقوط الأول مؤرخ في 7 جويلية 2019 والثاني بتاريخ اليوم الأربعاء 6 نوفمبر 2019 الذي عاد للمعاينة بإذن من والي الجهة علاوة على إنذارات الإدارة الجهوية للحماية المدنية والتي كان آخرها الانذار المؤرخ في 18 أكتوبر 2016 والتي حذّرت جميعها ومرارا من مخاطر البناية الآيلة للسقوط، حسب نفس المصدر.

وأضاف العيّادي أن بلدية المكان واستجابة لطلبات عدد من مكوّنات المجتمع المدني سبق وأن طلبت المساعدة من إحدى البلديات الألمانية التي عقدت معها قبل سنتين توأمة غير أن الوفد الألماني الذي عاين وضع البناية اعتبر أن الوضع غير قابل للترميم إضافة إلى أن بلدية المكان عقدت مع مدير المعهد الوطني للتراث لقاءات أحدها أشرف عليها وزير الثقافة والمحافظة على التراث وذلك للبحث عن حل يضمن المحافظة على الواجهة الامامية.

ولئن تعهّد المعهد باستعداده للمساهمة في ترميم الواجهة الامامية من خلال مساهمته بخمسين بالمائة من التكلفة الا انه وحسب رئيس البلدية تراجع بمجرّد أن علم بأن تقديرات ترميم الواجهة فقط يتطلب نحو 400 ألف دينار.

ووفق التقارير المنجزة في الغرض فان البناية التي تعود لنحو 132 سنة بنيت بالحجارة وأنها تفتقر إلى أعمدة فضلا على أنها كانت مغطاة بالقصب وهو ما يحول دون قدرتها على الديمومة لأكثر مما قضته وتحمل العمل فيها.

وحول مستقبل البناية أفاد رئيس بلدية جندوبة أن الأشغال ستنطلق فور الانتهاء من عملية الهدم في إحداث بناية جديدة مكان البناية متكوّنة من أربعة طوابق بكلفة تناهز مليوني دينار وهو ما من شأنه أن يخفف من أعباء بلدية المكان التي اضطرت للالتجاء إلى استئجار عدد من المباني المتفرقة لتأمين خدماتها وفتح مرحلة جديدة لمتساكني المدينة وتطوير الخدمات فيها.