إعلانات

الأخبار

تحديات موسم جني الزهر في نابل: بين غياب السوق وضغط الوقت

مع اقتراب موسم جني الزهر في ولاية نابل، تتجدد معاناة الفلاحين والمزارعين الذين يواجهون صعوبات متزايدة في ظل غياب سوق منظم لبيع الزهر، مما يجعلهم في مواجهة مباشرة مع المضاربين وأصحاب وحدات التقطير، وسط مطالب ملحة بضرورة هيكلة القطاع وإنصاف المنتجين.

موسم حيوي يعاني من العشوائية

يُعدّ موسم جني الزهر في نابل من الفترات الحاسمة في السنة، حيث تنشط الحركة الاقتصادية في الجهة، وتنتعش تجارة الزهر ومشتقاته، خاصة زيت النيرولي الذي يُعتبر من الزيوت العطرية الأكثر طلبًا عالميًا. ومع ذلك، فإن غياب سوق منظم لهذا المنتج جعل الفلاحين يواجهون تحديات عديدة، أبرزها التلاعب بالأسعار من قبل الوسطاء وعدم وجود آلية واضحة لتسويق المحصول.

معاناة الفلاحين مع الوسطاء والمضاربين

نظرًا لعدم وجود سوق منظمة تضمن بيع الزهر بأسعار عادلة، يجد الفلاحون أنفسهم مجبرين على التعامل مع الوسطاء الذين يشترون المحصول بأسعار منخفضة ثم يعيدون بيعه إلى وحدات التقطير بأسعار مرتفعة، ما يجعل المنتجين الحلقة الأضعف في هذه السلسلة التجارية.

ويؤكد العديد من المزارعين في مدينة بوعرقوب، أحد أهم مراكز إنتاج الزهر في نابل، أن السعر العام الفارط "لوزنة" وهو مصطلح الوزن المعتمد والذي يمثل 4 كغ من الزهر لم يتجاوز 15 دينارًا، وهو مبلغ غير كافٍ لتغطية مصاريف الإنتاج، خاصة مع ارتفاع تكاليف العناية بالأشجار ومصاريف الجني والنقل.

مطالب بتدخل السلطات وتنظيم القطاع

أمام هذه الإشكاليات، تتصاعد المطالب بضرورة إحداث سوق منظمة لبيع الزهر في نابل، تكون تحت إشراف الدولة أو الهياكل الفلاحية، لضمان تسعير عادل للمنتج وتوفير شفافية في عمليات البيع.
كما دعا الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري إلى ضرورة تحرير القطاع من هيمنة بعض المصانع التي تفرض أسعارًا متدنية على الفلاحين، رغم الارتفاع المستمر لأسعار الزيوت العطرية المستخرجة من الزهر في الأسواق العالمية.

أهمية اقتصادية وثقافية مهددة

بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية، يواجه القطاع تحديات أخرى تتعلق بشح المياه، وتراجع عدد العاملين في مجال جني الزهر بسبب تدني الأجور، ما يجعل الفلاحين في وضعية حرجة مع اقتراب الموسم. ورغم أهمية زراعة الزهر في نابل، التي تعدّ إرثًا ثقافيًا واجتماعيًا متميزًا، إلا أن استمرار المشاكل دون حلول جذرية يهدد استدامة هذا النشاط ويجعل الكثير من المنتجين يفكرون في التخلي عن زراعة الزهر لصالح محاصيل أخرى أكثر ربحية.

حلول مقترحة لإنقاذ الموسم


لضمان استمرارية قطاع الزهر، يقترح المختصون والمزارعون في مدينة بوعرقوب 
إحداث سوق رسمية لبيع الزهر تكون منظمة وفق آليات عادلة.

وضع تسعيرة مرجعية للزهر تحمي الفلاحين من المضاربة.

توفير دعم حكومي للفلاحين خاصة في ما يتعلق بمستلزمات الإنتاج.

التشجيع على التصدير المباشر للزيوت العطرية المشتقة من الزهر، بدل الاعتماد على وحدات التحويل المحلية فقط.

وفي ظل هذه التحديات، يبقى الأمل في أن تتحرك السلطات المحلية والجهات المعنية لإنقاذ موسم جني الزهر في نابل، وضمان حق الفلاحين في بيع منتوجهم بأسعار عادلة. فبدون تدخل عاجل، قد يتجه القطاع نحو أزمة أعمق تهدد استمراريته، وهو ما سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد المحلي وتراث المنطقة العريق.

تقرير:منتصر ساسي 

إعلانات
© جميع الحقوق محفوظة

الصيف أحلى على IFM

17:00 - 23:00

Music Non Stop

Address: Immeuble Louati 4e étage Lot 6.5.9
Les Jardins du Lac - Tunis - Tunisie

Tél: +216 70 016 020

E-Mail: contact@ifm.tn