شهدت مدينة الحمامات في السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في عدد الإيطاليين الذين اختاروا الإقامة بها، سواء للاستثمار أو التمتع بجمال المدينة وهدوئها.

هذا الحضور المتزايد أضفى ديناميكية جديدة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المدينة، حيث ساهم في رفع مستويات المعيشة من خلال تعزيز الأنشطة السياحية، فتح مشاريع جديدة واستقطاب استثمارات أجنبية، مما ساهم في دعم الاقتصاد المحلي نتيجة استقرار الجالية الإيطالية في المدينة والإنفاق على الخدمات المحلية، مما زاد في تحسين جودة الخدمات وخلق فرص عمل جديدة لدى البعض. 
من جهة أخرى أدى ارتفاع المقيمين الإيطاليين في الحمامات إلى تطوير البنية التحتية من خلال  الطلب على العقارات والخدمات،  وتحسين البنية التحتية التي ساهمت نوعا ما في تلبية الاحتياجات المتزايدة. 
هذا ويشار إلى أن  الحضور الإيطالي أتاح فرصة للتبادل الثقافي، مما انجر عنه انتشار مطاعم ومقاهٍ إيطالية في المنطقة، إضافة إلى تنظيم فعاليات ثقافية مشتركة. 
وأمام كل هذا، برزت تحديات جديدة في الجهة نتيجة ارتفاع المقيمين الإيطاليين في معتمدية الحمامات ككل، لعل أبرزها، تسجيل نقص في بعض المنتجات البحرية نظرا لزيادة الطلب عليها من قبل الجالية الإيطالية، كما شهدت المدينة نقصًا في بعض الأنواع من المنتوجات المحلية أو ارتفاع ثمنها بطريقة تجاوزت الضعف، مما أثر على السكان المحليين ومقدرتهم الشرائية، هذا إلى جانب تسجيل تحوّل اجتماعي ملحوظ وذلك لما  تشهده  بعض الأحياء  والأرياف من تغييرات في الطابع المحلي، حيث تحولت إلى مناطق ذات طابع أوروبي أكثر بعد بروز عدد كبير من الفيلات ودور الضيافة في كل مكان تقريبا. 

 

آراء السكان المحليين

 
في الوقت الذي يرى فيه البعض أن وجود الإيطاليين جلب فوائد اقتصادية كبيرة للجهة عموما، يشعر آخرون بالقلق من فقدان جزء من الهوية الثقافية المحلية أو تأثير ذلك على أسعار المنتجات والخدمات، لكن في المجمل يبدو أن التعايش بين الثقافات والتوازن بين المصالح الاقتصادية والحفاظ على الخصوصية المحلية يبقى التحدي الأكبر للمدينة في المستقبل، أمام تزايد عدد المقيمين يوما بعد آخر.

 

متابعة وإعداد: منتصر ساسي