وقد تجمّع عدد من الأهالي في محيط المكان المخصص للمدفع، حيث تفاعلوا بحفاوة مع هذه اللحظة التي تذكّرهم بالموروث الثقافي والتاريخي للمنطقة.
وتُعدّ هذه العادة التي توارثتها الأجيال، من أبرز المظاهر الاحتفالية بقدوم الشهر الكريم، حيث يرتبط صوت المدفع لدى الصائمين بموعد الإفطار، رغم التطور التكنولوجي ووسائل الإعلام الحديثة التي باتت تحدد المواقيت بدقة.
وفي تصريح خاص لمراسل إي أف أم في ولاية نابل منتصر ساسي، عبّر عدد من المواطنين عن سعادتهم باستمرار هذا التقليد، معتبرين أنّه يضفي طابعًا روحانيًا واحتفاليًا على أجواء رمضان، ويعيد إلى الأذهان ذكريات الماضي الجميل.
كما أكد مسؤول محلي أنّ السلطات الجهوية تحرص على تنظيم هذه العادة سنويًا، حفاظًا على التراث الرمضاني وإرضاءً للسكان الذين يعتبرونه جزءًا لا يتجزأ من هويتهم الثقافية.
يُذكر أنّ عادة إطلاق مدفع رمضان تعود إلى قرون مضت، ويُقال إنّها بدأت في مصر خلال العصر المملوكي قبل أن تنتشر في عدة دول عربية وإسلامية، من بينها تونس. ورغم أنّ بعض المناطق استغنت عن هذا التقليد، إلا أنّ ولاية نابل تواصل إحياءه، مما يجعلها وجهة مميزة خلال الشهر الفضيل.
بهذا المشهد الرمضاني الأصيل، تحتفي ولاية نابل بدخول شهر الصيام بطريقتها الخاصة، محافظةً على تراثها وسط فرحة الأهالي الذين يجدون في صوت المدفع نداءً روحانيًا يجمع العائلات حول موائد الإفطار في أجواء يسودها الودّ والتآخي.
Address: Immeuble Louati 4e étage Lot 6.5.9
Les Jardins du Lac - Tunis - Tunisie
Tél: +216 70 016 020
E-Mail: contact@ifm.tn