إعلانات

الأخبار

في ندوة دولية: الجيش السوداني يُعطل فرص السلام والحوار 

أجمعت شخصياتٌ دبلوماسية دولية وافريقية وسياسيون سودانيون على أن الجيش السوداني يعمل على تعطيل فرص السلام وإفشال فرص الحوار لإنهاء الحرب في السودان ، وذلك بسبب مقاطعتهِ لعددٍ من المنابر التفاوضية الدولية بدءً من منبر جدة ماي – جوان 2023 ومنبر المنامة نهاية 2023 ومحادثات جنيف مطلع العام الجاري.

واعتبرت شخصياتٌ دولية في أعمال الندوة رفيعة المستوى حول السودان والتي أقيمت في العاصمة الكينية نيروبي أن الجيش السوداني والمجموعات الإسلامية المتطرفة التي تقاتل إلى جانبه تخلت عن جميع المساعي السلمية والتعبير عن مواقف متشددة بالسير في الحل العسكري ، وكان الجيش السوداني قد عقد صفقاتٍ للتزود بالسلاح من دولٍ أبرزها إيران وتركيا وعقد مؤخراً صفقة تسليحٍ مع دولة باكستان .

واختتمت اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025 بالعاصمة الكينية نيروبي، أعمال الندوة رفيعة المستوى حول السودان والتي نظمتها مؤسسة كوفي عنان و منظمة أمينة لايف والمركز المغاربي الإفريقي والتي تهدف من خلالها لإطلاق عمليةِ سلام جديدة برعاية الإتحاد الإفريقي بهدف جمع الأطراف السودانية لبناء عملية سلام مستدام وإيقاف الحرب في السودان .

وافتتحت الندوة  بكلمةٍ من رئيسة منظمة أمنية لايف أمينة محمد وزيرة خارجية كينيا السابقة ومنجي حامدي وزير الخارجية التونسي الأسبق ورئيس بعثة  الأمم المتحدة السابق إلى مالي و بحضورٍ كبير من ممثلي البعثات الدبلوماسية وممثلي عن دول  كينيا والولايات المتحدة وكندا وموزمبيق وبوتسوانا ومالي والبرتغال وممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية توابيا جومو مسؤول مكتب الاتصال والمعلومات ، إضافةً إلى وفدٍ من التحالف الديمقراطي " صمود" برئاسة الأمين العام للتحالف صديق الصادق المهدي وعضو الأمانة العامة خالد عمر يوسف وبكري الجاك الناطق الرسمي .

واتفق المؤتمرون على ضرورة إيجاد حلٍ سلمي في السودان لأن الحلول العسكرية لن تنهي الصراع الدامي المستمر منذ سنتين ونصف ، وحملوا الجيش السوداني مسؤولية إفشال مبادرات السلام والتفاوض والتي بدأت منذ منبر جدة في ماي – جوان 2023 ، ومفاوضات المنامة في نهاية نفس العام وعدم الاستجابة إلى محادثات جنيف في مطلع العام الحالي 2025 والتعاطي معها بإيجابية ، وحمل المؤتمرون أيضاً طرفا الحرب والأطراف التي تقاتل إلى جانبهما مسؤولية الانتهاكات تجاه المدنيين وضرورة حمايتهم وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم .

وقالت وزير الخارجية السابقة أمينة محمد إن الحرب الجارية في السودان منذ 2023 أدت إلى أوضاعٍ إنسانية كارثية وأسهمت في نزوح ولجوء ملايين السودانيين إلى الدول المجاورة ، مشيرة إلى أهمية دعم جهود السلام وحث الأطراف السودانية على الحوار وأيضاً تعريف المجتمع الدولي بحقيقة الصراع الجاري في السودان لدعم الحلول السلمية ، وكيفية التوصل إلى حوارٍ بناء ينهي الحرب وحذرت من تأثير الجماعات المتطرفة ودورها في الحرب الجارية في السودان ، وتحدثت أيضاً عن تفعيل الدور الإفريقي عبر الإيقاد والإتحاد الإفريقي لدفع انهاء الحرب و أن تكون إفريقيا هي المنبر الذي يوجد الحل للازمة السودانية .

ودعت أمينة إلى أهمية جهود الأمم المتحدة ووكالاتها في تقديم المساعدات الإنسانية وأيضاً دعم الجهود الدبلوماسية لإيجاد حلٍ سلمي والضغط على الأطراف الرافضة للحوار، مشيرة إلى أهمية سير عملية تقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق عملية للسلام بالتوازي .

و قال وزير الخارجية التونسي الأسبق وممثل الأمم المتحدة لمالي المنجي حامدي  خلال الندوة إن الحرب في السودان منسيةٌ في الإعلام الدولي وهو ما يجعلها غائبةً بصورة كبيرة، مضيفا   أن الصراع الدامي أدى إلى نزوح الملايين داخلياً وخارجياً، ومحذرا من خطر تنامي المليشيات المسلحة والمتطرفة في السودان والتي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني وأيضاً المليشيات التي جاءت من دول مجاورةٍ إلى السودان مثل أثيوبيا وتشاد وأن دخول جماعاتٍ متطرفة يزيد من الخطر الداخلي والإقليمي.

وأضاف أن هذه الجماعات المسلحة تشكل خطراً كبيراً على أفق الحل السلمي حيث لا يمكن تحقيق حل عسكري لهذا الصراع، مشيرا إلى الحلول السياسية والسلمية والتي طرحت في مفاوضات المنامة في نهاية 2023 ومحادثات جنيف في مطلع العام 2025 والتي رفضها الجيش السوداني ما أدى إلى تفاقم الصراع والحرب.

وأشار حامدي إلى تدخل جماعاتٍ ومليشياتٍ متطرفة في القتال إلى جانب الجيش السوداني إضافةً إلى مليشيا التيغراي، مشيراً إلى أن تعدد المليشيات التي تقاتل إلى جانب الجيش يهدد الأمن الإقليمي ويحول منطقة القرن الإفريقي إلى بؤرة صراعٍ كبير.

وأضاف: "من الممكن أن تأتي الجماعات المتطرفة مثل داعش والجماعات الإسلامية المتشددة من سوريا والعراق ومالي وساحل وصحراء شمال إفريقيا إلى السودان لأنها تمثل بيئةً مثالية لها. وتطرق حامدي في حديثه إلى الإتهامات باستخدام الجيش السوداني أسلحةً كيميائية وأن هذا الامر يتطلب تحقيقاً دولياً جدياً لمعرفة المتورطين في ذلك .

وقد تفاقم الوضع في السودان مؤخراً في ظل رفض الجيش لاي مبادرة سلام في وقت استخدم فيه كل أصناف الأسلحة المحرمة دولياً، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه بسبب ذلك، ما يعني أن الحلول ستكون مستعصية مالم يتعرض للضغط من المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الإفريقي، وهذا ما أكد عليه المجتمعون في الندوة الحوارية.

وتحدث حامدي عن أهمية الوصول إلى اتفاق سلام ٍ يقود إلى تكوين حكومةٍ مدنيةٍ مؤقتة تقوم بالترتيب لإنتخاباتٍ تبني أساساً للديمقراطية بعد الحرب .

وذكر مسؤول الاتصال والمعلومات وممثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية توابيا جومو في الندوة الرفيعة المستوى حول السودان أن الصراع في هذا البلد  أدى إلى هجرة 10 ملايين شخص منذ بداية الصراع إلى خارج السودان ، وأن الصراع المسلح أدى إلى نقصٍ حادٍ في الغذاء والصحة وأن استمرار المعارك في كردفان ودارفور أثر على اكثر من 500 ألف شخص في معسكرات النازحين بإقليم دارفور.

إعلانات
© جميع الحقوق محفوظة

الصيف أحلى على IFM

17:00 - 23:00

Music Non Stop

Address: Immeuble Louati 4e étage Lot 6.5.9
Les Jardins du Lac - Tunis - Tunisie

Tél: +216 70 016 020

E-Mail: contact@ifm.tn