رغم أن المناطق الجنوبية في إيطاليا تعد أقل تأثراً بفيروس الكورونا إلا أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات للتصدي لتفشي الوباء كانت قاسية بالنسبة للذين يعملون خارج إطار قانوني، حيث لم يعد لديهم أي مورد رزق وهو ما يشكل مصدر قلق بالنسبة للسلطات الإيطالية، وفق ما كتبته صحيفة لوموند الفرنسية.

ووفق ما نقلته الصحيفة عن صحيفة "لاستامبا" اليومية في تورينو عن المعهد الوطني للإحصاء في إيطاليا، فإن هناك 3 ملايين و700 ألف شخص يعملون إلى حد الآن دون عقود عمل، 80 % منهم يعيشون في المناطق الجنوبية للبلاد.
من جهته أكد الاتحاد العام الإيطالي للعمال (أكبر اتحاد في إيطاليا) أن واحد من بين 3 أشخاص يعملون خارج إطار قانوني هم عاملون بالمقاهي أو عمال.
ووفق "لوموند" فإن ملخص "لاستامبا" هو مثال جيد على الوضع المتفجر في جنوب إيطاليا في الوقت الحالي وفي المناطق التي عمل فيها عديد الأشخاص دون عقود وتحديدا في صقلية وبوليا ونابولي أو باليرمو، حيث أن هؤلاء لن ينتفعوا بالتدابير الاستثنائية التي اتخذتها الحكومة لدعم الشركات لذلك فقدوا مصادر دخلهم بين عشية وضحاها. 
في هذا السياق استشهدت "لوموند" بما نشرته صحيفة لا ريبوبليكا الرومانية اليومية: "يوم الخميس 26 مارس حيث أوردت أن مجموعة من الناس ملأت عرباتها بالطعام من مغازة كبرى في باليرمو ورفضا الدفع. ومنذ ذلك الحين تراقب الشرطة المتاجر الكبيرة في المدينة".
ووفق الصحيفة فإن محاولة السرقة من باليرمو لم تكن تلقائية حيث "تعتبر هذه الحركة كمبادرة من مجموعة تنشط على الفيسبوك وتضم الآلاف من المشتركين وتطلق على نفسها مجموعة" الثورة الوطنية"، حيث تنادي بسرقة المتاجر الكبرى لإجبار السلطات على تفهم وضعهم.