حذر البروفيسور المختص في الاقتصاد السياسي بجامعة روما أومبارتو تريلوزي في تصريح لوكالة ''نوفا'' المحلية اليوم الجمعة 14 أفريل 2023 من عواقب ترك تونس فريسة سهلة للمارد الصيني، بعد أن أعرب هذا البلد عن استعداده لدعم بلادنا ومساعدتها على تجاوز أزمتها المالية الخانقة. 

تريلوزي أشار إلى أن التنين الصيني في سعي دائم للتوسع والوضع الراهن ببلادنا يشكل فرصة سانحة له من أجل السيطرة على الموانئ والبنى التحتية، وإيجاد موطئ قدم في حوض البحر الأبيض المتوسط. 
محذرا في ذات السياق من انهيار الاقتصاد التونسي لأنه إذا ما حدث ذلك سيكون الأمر أشبه بتساقط أحجار الدومينو ولن تستطيع أوروبا ما سيحصل من تبعات بعدها وفق الأكاديمي الإيطالي. 
تريلوزي شخّص أزمة الاقتصاد التونسي فأوضح بأنه يعاني من ارتهانه للخارج (ارتفاع الواردات) وتكلسه (أي عجزه عن ابتكار نماذج جديدة) وارتفاع نسبة المديونية (90 بالمائة من الناتج الخام) ومعدل بطالة يناهز 15 بالمائة ونسبة تضخم في حدود 15 بالمائة. 
مضيفا بأن هذه الوضعية تجعل صندوق النقد الدولي يمتنع عن إسناد قرض لتونس ما لم يتم إنفاذ الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة، وعلى هذا الأساس تسعى إيطاليا إلى اقناع شركائها الأوروبيين (فرنسا وألمانيا خاصة) والولايات المتحدة بتقسيط القرض وصرفه على ضوء تقدم الإصلاحات. 
تريلوزي قال في سياق ثان إنه ما من حل يوجد سوى الجلوس إلى طاولة الحوار والسعي إلى تنفيذ الإصلاحات تدريجيا، لأنه ليس من السهل حسب تقديره مطالبة بلد عرف أربعة عقود من تاريخه(بعد الاستقلال) تحت حكم الديمقراطي وإنعدام الحوكمة بكل هذه الاملاءات والتي من بينها رفع الدعم كليا تجميد كتلة الأجور بالوظيفة العمومية وخصخصة المؤسسات المتعثرة. 
ملاحظا أن الرهان على السياحة وتصدير الفسفاط أمر غير جدوى كبيرة بالنسبة لدولة تعداد شعبها 12 مليون نسمة.