قال زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي في تصريح لصحيفة ''القدس العربي'' اليوم الاحد 31 جويلية 2022 إنه الشعب التونسي فوّت على نفسه فرصة وأد ما أسماه الانقلاب – في إشارة إلى التدابير الاستثنائية التي أقرها رئيس الدولة قيس سعيّد يوم الخامس والعشرين من شهر جويلية من السنة الماضية. 

مضيفا بأنه تحول في تلك الليلة إلى مقر البرلمان وكان يتواجد، المئات فقط (وليس عشرات الآلاف) لأن الناس كانوا في حالة صدمة، وخاصة بعد تعرّض 150 مقرا تابعا لحركة النهضة إلى الحرق والتخريب، الأمر شتت تركيز أنصار حزبه باعتبار انهم كانوا منشغلين في الحريق داخل بيوتهم، موضحا بأنه دعاهم إلى الالتحاق به أمام المجلس ولكن الأوضاع لم تكن مهيئة لذلك حسب توصيفه، وحتى الذين قدموا لاحقا طلبت منهم الانصراف وقلت لهم: ''فوّتم على أنفسكم فرصة القضاء على ''الانقلاب'' في المهد بالضربة القاضية كما فعل الأتراك مع انقلابهم، ولم يبق أمامكم سوى فرصة واحدة للانتصار وهي عبر التراكم (كما في الملاكمة، فإذا لم تتغلب بالضربة القاضية، يمكنك ذلك عبر النقاط). وفعلا دخلنا مع الانقلاب في مرحلة تجاذب وصراع آملين أننا سننتصر عليه بالنقاط''. 
الغنوشي انتقد أداء رئيس الجمهورية قيس سعيّد فاعتبره قوة هدم واصفا إياه بـ''البلدوزر'' من ذلك حل البرلمان بعد تجميده، كما حلّ مجلس القضاء وهيئتي مكافحة الفساد والانتخابات، وغيرها. بالتالي فهو قوة هدم ولم يبنِ شيئا، ومن تبعات ذلك ان تآكلت شعبيته بعد أن بلغت عنان السماء (جاوزت 90 بالمائة وهي اليوم دون 20 بالمائة حسب الغنوشي). 
الغنوشي وجّه أيضا سهام نقده إلى مشروع الدستور الجديد، فقال إنه بقدر ما ينطوي على عبارات إسلامية إلا أنه يمنح رئيس الدولة صلاحيات ''فرعونية'' كغيره من دساتير البلدان العربية، التي زارها وأطرد منها. 
خلافا للمملكة المتحدة التي عاش فيها 22 سنة أين توجد ملكة لا تعلن الإسلام ولكنها تعلن حقوق الإنسان ، إذ ذكر الغنوشي بأنه طوال السنوات المذكورة لم يسأله فيها شرطي لماذا قلت ما قلت، ولماذا ذهبت إلى ذلك البلد أو غيرها، رغم أني جال العالم، ولذلك أنا قلت إن مجتمعا علمانيا من هذا القبيل تتوفر فيه حقوق الإنسان أفضل