وذلك بعد زيارة غير مرتب لها لزعيم الليبي إلى جزيرة جربة أعلن على إثرها الوزير محمد المصمودي إنشاء الجمهورية الجديدة.
هذه الجمهورية التي أجهضت في المهد إذ لم تعمّر أكثر من 24 ساعة في انتظار إجراء استفتاء وهو ما لم يجر، كان من المفترض أن يكون لها ثلاث عواصم، طرابلس الغرب شتاء وقرطاج صيفا والقيروان عاصمة شرفية، واختير له علم مكوّن من ثلاثة ألوان ن أبيض وأحمر وأسود مع وجود الهلال والنجمة رمزا لتونس.
الأمر الذي أثار حفيظة الرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين، الذي هدد حسب بعض المصادر بتدخل عسكري في بلادنا، لأن الجمهورية الوليدة كانت ستخلق دولة أكثر شساعة من بلده (لها من السواحل البحرية قرابة 3800 كيلومترا)، وبالرغم من دعوة بورقيبة لتكون الجزائر عضوا ثالثا قال بومدين:'' انا لا أؤمن بوحدة تقام في ربع ساعة.. إنها وحدة مغشوشة.. وأنا لا امتطي القطار وهو يسير، ليرد الزعيم بورقيبة بإرسال وفد رفيع المستوى إلى الجزائر من أجل تهدئة الأجواء وإعادة المياه إلى مجاريها.
كما كانت الجمهورية العربية الإسلامية محل معارضة في الداخل التونسي، تصدرها الوزير الأول الراحل الهادي نويرة الذي قطع زيارة رسمية قادته إلى إيران أنذاك، كما عارضتها أيضا وسيلة بورقيبة التي سارعت باتهام الوزير محمد المصمودي بأنه مهندسها.
إلغاء الوحدة تسبب أيضا في توتير العلاقات بين تونس وليبيا حتى موعد اعتلاء الرئيس زين العابدين بن علي الحكم في السابع من نوفمبر سنة 1987.
Address: Immeuble Louati 4e étage Lot 6.5.9
Les Jardins du Lac - Tunis - Tunisie
Tél: +216 70 016 020
E-Mail: contact@ifm.tn