مؤكدا أن ذا المجلس لا أحد يعلم صلاحيّاته ومهامه سوى أنه الرّكن القاعدي لمجلس الأقاليم والجهات الذي لا يعلم عنه الشعب، بما فيه الناخبون، شيئا سوى ما رشح في خطابات الحاكم بأمره وما نصّ عليه "دستوره" من نتف أفكار هلاميّة.
مضيفا بأن ''هذه المسخرة'' تقابل باللّامبالاة الواسعة لعموم الناس الذين يغالبون صعوبات الحياة وقساوة العيش في ظلّ الغلاء الفاحش للأسعار ونُدرة المواد الأساسية أو افتقادها بالكامل وتفاقم البطالة والفقر والبؤس، علاوة عن اتْساع رقعة قمع المعارضة السّياسية وحرية التعبير والإعلام والتّضييق على منظّمات المجتمع المدني.
ولم تنجح "مجهودات" هيئة بوعسكر المنصّبة لخدمة مخططات ''سلطة الانقلاب'' الرّامية إلى تصفية مكاسب الثورة الديمقراطية وتركيز نظام الحكم الفردي المطلق، الاستبدادي والدكتاتوري، في الحدّ من تلك اللّامبالاة رغم عشرات المليارات التي تُصرف على ''المسخرة'' على حساب قوت الفقراء والمعدمين الذين تتزايد أعدادهم حسب نص البيان.
كما خلص حزب العمال إلى أنه قد نبّه مبكّرا إلى ما تمثّله ''الشْعبوية اليمينيّة المحافظة والمتطرّفة'' (وفق توصيفه) من خطر كبير على كل المكاسب التي حقّقتها الثورة وفي مقدّمتها مكسب الحريات، متخفّية وراء الشعاراتية الزّائفة والمغالِطة لتمرير أقسى الخيارات وأفظعها على الكادحين والوطن، فإنه:
ـ يعتبر أنّ تمرير هذه المسخرة الانتخابية هو خطوة أساسية لإرساء المشروع الشعبوي لقيس سعيد والذي من خلاله يضع يديه على كافة مفاصل الحكم بتوظيف مثل هذه الهياكل الصّورية منزوعة الصّلاحيات وتكريس نظاما سياسيا جديدا يعيد بلادنا ومجتمعنا إلى مربّع الاستبداد.
ـ يعتبر أن إهانة كبرى توجّه إلى كل التونسيات والتونسيين من خلال دعوتهم إلى "انتخاب" مجلس لا هويّة له ولا قانون ينظّمه ويضبط دوره ومهمّات أعضائه، لذلك فإن من سيتوجّه إلى التصويت إنما يُصوّت للعبث والاستبداد الزّاحف.
ـ يدعو الشعب التونسي إلى تحويل لا مبالاته إلى موقف سياسي واعٍ ومنظّم يتمثل في مقاطعة هذه المهازل والخروج من حالة الإنتظاريّة والسّلبية إلى استعادة الوهج الجماهيري الثوري دفاعا عن العيش الكريم وعن خيارات اقتصادية واجتماعية وطنية وشعبيّة وعن دولة مدنيّة ديمقراطية، على أنقاض دولة الاستبداد، توفّر الحرية وتحميها من كل انتهاك.
Address: Immeuble Louati 4e étage Lot 6.5.9
Les Jardins du Lac - Tunis - Tunisie
Tél: +216 70 016 020
E-Mail: contact@ifm.tn