كتب السعودي مشاري الذايدي عمودا بصحيفة ''الشرق الأوسط'' عمودا أثنى من خلاله على المسيرة السياسية الزاخرة للباجي قائد السبسي الرئيس الخامس للجمهورية التونسية، الذي لبى داعي ربه يوم أمس الخميس 25 جويلية 2019 أشهرا قليلة قبل انتهاء مدته الرئاسية وهو ما استوجب تحويرا على رزنامة الانتخابات، والمفارقة أن هذا التاريخ هو عيد الجمهورية التي خدمها الباجي من عديد المواقع (بدءا من مدير للأمن وزير داخلية ودفاع وخارجية ورئيس للبرلمان) قبل أن يعود في أصعب فترة عرفتها بلاد اندلاع ثورة الياسمين التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وتولى ترؤس حكومة من أجل تأمين المسار الانتقالي وتسليم السلطة في أفضل الظروف، قبل تسلمها مجددا يوم 31 ديسمبر 2014 في كنف التداول السلمي على السلطة وبمعزل عن الانقلابات والانفلاتات.

الكاتب مشاري الذايدي اعتبر أن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه الباجي قائد السبسي هو تحالفه مع حركة النهضة الاخوانية، مشيرا إلى أن التاريخ وحده كفيل بإصدار الحكم القطعي في هذا الموضوع.

هذا إلى التآكل الذي أصاب الكتلة البرلمانية لحزب ''نداء تونس'' الذي أسسه الباجي ليختار منتسبوها الانشقاقات والالتحاق بكتل أخرى، إلا أن الباجي قائد السبسي بقي صامدا في وجه أعاصير السياسة وأحكم المناورة إزاء تقلص صلاحياته وفق دستور 2014، لأن تونس دولة قانون ومؤسسات ودستور وإرث ولا مجال فيها لأتن تسطو أي جهة على الحكم دون تزكية من الصندوق، إلا أنه استبعد أن يحكم البلاد يوما رجل بمثل مواصفات الباجي قائد السبسي.

نعم، هناك مؤسسات بتونس ودستور وإرث وتقاليد لا يمكن لأحد القفز عليها، هذا ما نأمله، لكن المؤكد أنه لن يأتي أحد كالمرحوم الباجي قايد السبسي.
- مشاري الذايديhttps://t.co/PIhb2WHEnF

— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) 26 juillet 2019