كشفت احصائيات عن الواقع الحكومي بالجمهورية التونسية، أنه منذ اندلاع الثورة التي أطاحت بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي أن سبع حكومات تداولت على تسيير مقاليد البلاد، البداية كانت مع حكومة محمد الغنوشي – الوزير الأول في عهد بن علي- وهي حكومة صمدت أقل من شهرين (17 جانفي 2011/27 فيفري) ليعلن الغنوشي استقالته ويخلفه المرحوم الباجي قائد السبسي (27 فيفري 2011 / 13 ديسمبر 2011)، بعد إجراء الانتخابات تسلمت حكومة الترويكا الأولى برئاسة حمادي الجبالي الحكم (24 ديسمبر 2011 إلى 13 مارس 2012) لتعلن الجبالي استقالته بعيد اغتيال الشهيد شكري بالعيد، لتتشكل حكومة علي العريّض (13 مارس 2012 إلى 29 جانفي 2014)، التي فسحت المجال بعيد الحوار الوطني لحكومة مهدي جمعة (29 جانفي 2014 إلى 6 فيفري 2015)، ثم حكومة الحبيب الصيد (6 فيفري 2015 إلى 27 أوت 2016) وأخيرا حكومة يوسف الشاهد التي لا تزال ممسكة بدواليب الدولة.  

الملحوظة الأبرز أن تونس عرفت حالة من ''اللااستقرار'' الحكومي منذ 2011، إذ كانت ساحة القصبة تستقبل تقريبا كل سنة فريقا جديدا، وظلت مشاكل البلاد تراوح مكانها وهي الفقر وقلة التنمية والتشغيل والغلاء.

عدديا عرفت تونس منذ جانفي 2011 183 وزيرا و94 كاتب دولة، وإلى ما قبل الإعلان عن تركيبة حكومة الحبيب الجملي، كانت حكومة حمادي الجبالي الأوفر عددا ب30 وزيرا تليها حكومة علي العريّض 28، قبل أن يحطم الجملي الرقم القياسي بتعويله على 42 وزيرا وكاتب دولة، في الوقت الذي تحتاج فيه تونس إلى ترشيد المصاريف وشن حرب لا هوادة فيها على الفساد والبيروقراطية وغيرها من المظاهر التي سئمها التونسيون.

في المقابل عولت حكومة المهدي جمعة على أدنى عدد من الوزراء وكتاب الدولة ب22 وزيرا و7 كتاب دولة.