قال الاخصائي النفسي، أحمد الابيض، إن تعمد شباب الأحياء الشعبية خرق الحجر الصحي الشامل، الذي اقرته تونس لمنع تفشي الاصابة بفيروس كورونا المستجد، هو سلوك يبحثون من خلاله عن تعبيرات بطولية وهمية.  

وأوضح الأبيض، أن هؤلاء الشباب اللذين يفشلون في اثبات ذاتهم في حياتهم الخاصة والعامة ويعانون مما وصفه ب"الاقصاء الاجتماعي" يلجؤون الى خرق قوانين وتعليمات الدولة والى تجاوز كل ما هو ممنوع بحثا عن تعبيرات بطولية وهمية.  

وتعيش تونس، منذ أسبوع، في الحجر الصحي الشامل، الذي يفرض على المواطنين البقاء في منازلهم قدر المستطاع، وعدم المغادرة إلا عند الحاجة والضرورة القصوى. ويتعين على من يخرج من منزله، أن يقدم تبريراً قوياً لخروجه.  

ولكن رغم ذلك فقد لاحظ المسؤولون استهتارا بهده القرارات ولا سيما في الاحياء الشعبية بالعاصمة إذ أكد المدير الجهوي للصحة بتونس في تصريح سابق لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن مواطني الأحياء الشعبية لا يلتزمون بتطبيق مبدا الحجر الصحي الشامل ويستهترون بهذا الاجراء.  

وفسر الأبيض بأن عامل "التحريض" يعد من أبرز العوامل التي تدفع فئة الشباب في هذه الاحياء الى خرق الحجر الصحي الشامل، موضحا أن الشباب في الأحياء الشعبية يحرضون بعضهم البعض على الخروج الى الشارع ويعرضون كل من لم يستجب الى مطالبهم الى "التنمر المقيت".  

ولفت الأبيض الى أن تلاصق منازل الأحياء الشعبية واكتظاظها يعسر عملية المحافظة على خصوصية كل بيت مما يجعل سكانها قادرين على ابتكار صيغ تواصلية، قائلا :"يتحادث الشباب عبر نوافذ وشرف المنازل فيحرضون بعضهم البعض على الخروج."  

وأكد الأبيض أن العديد من المواطنين عموما اكتفوا بتقدير حجم آفة انتشار فيروس "كورونا" من الناحية الاستهلاكية، وهو ما يفسر اقبالهم "الهمجي" على اقتناء المواد الغذائية، ولم يقدروا هذه الآفة من الناحية الصحية وهو ما يفسر عدم التزامهم بالحجر الصحي.  

وبين الأبيض أن ظاهرة الاقبال على اقتناء المواد الغذائية بصورة مبالغ فيها لا تقتصر على تونس بل تم تسجيلها في مختلف بلدان العالم الأكثر تقدما مبينا أن ذلك مرتبط بالجانب الغريزي في الانسان الذي يرعبه الإحساس بإمكانية نفاذ قوته.  

ودعا الأبيض الدولة الى مزيد تعزيز مجهوداتها في مجال تحسيس المواطنين بالخطورة الصحية لفيروس "كورونا" واعتماد رسائل بسيطة وواضحة لإيصال ذلك.