إعلانات

الأخبار

هكذا تؤثر الهرمونات في تفاوت الاضطرابات النفسية بين الجنسين!

توضح دراسة أمريكية تبحث في أسباب الاكتئاب لدى النساء، عوامل التفاوت في اضطرابات الصحة النفسية بين الجنسين، أبرزها تأثير الهرمونات الجنسية.

عندما يشرح الطبيب النفسي أندرو نوفيك تأثير الاختلافات الجنسية على الصحة النفسية يستشهد باكتشاف مخبأ كبير من عظام ديناصورات في قاع واد واسع، أظهرت التحليلات لاحقًا أن جميع تلك العظام تعود لديناصورات "ذكور ومراهقة"!.
يقول نوفيك، الحاصل على دكتوراه في الطب، والأستاذ المساعد في الطب النفسي بكلية الطب بجامعة كولورادو: "التخمين البديهي هو أن الذكور المراهقين فقط هم من كانوا أغبياء بما يكفي ليعتقدوا أنهم يستطيعون القفز عبر الوادي"! ويشير نوفيك إلى هرمون التستوستيرون، الهرمون الذكوري الأساسي، وعلاقته بالسلوكيات المحفوفة بالمخاطر. وقال لموقع "الحرم الطبي أنشوتز" في جامعة كولورادو: "الدرس المستفاد هنا هو أن تأثيرات الجنس مهمة جدًا في تشكيل السلوك".

ومع وجود إحصاءات تُظهر أن النساء يُعانين من الاكتئاب بمعدل ضعف معدل إصابة الرجال، يعمل نوفيك على كشف أسباب هذه الفجوة في مركز لودمان العائلي لأبحاث صحة المرأة بالحرم الطبي أنشوتز في جامعة كولورادو.

ويوضح نوفيك أن الاختلاف في مستويات الهرمونات "الثلاثة الكبار" (الإستروجين والبروجسترون والتستوستيرون) يلعب دورًا رئيسيًا في العديد من التفاوتات في الصحة النفسية بين الجنسين. ويوضح: "في حين أن اضطرابات المزاج أكثر شيوعًا لدى الإناث، تميل اضطرابات مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) بشكل كبير نحو الذكور".

ويعدد نوفيك، وهو طبيب نفسي متخصص في الإنجاب في عيادة الصحة والسلوك والصحة النفسية النسائية في كولورادو، اضطرابات المزاج التي قد تؤثر على النساء أكثر من الرجال، وهي: اضطراب الاكتئاب الشديد واضطرابات القلق واضطراب القلق الاجتماعي واضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني واضطراب ما بعد الصدمة.


ما دور الهرمونات في تفاوتات اضطرابات المزاج؟
يقول نوفيك إن التقلبات الكبيرة في مستويات الهرمونات خلال مراحل الصحة الإنجابية - مثل الدورة الشهرية والحمل وانقطاع الطمث – هي المسؤولة جزئيًا عن ميل النساء للقلق والاكتئاب.

وأوضح أنه إذا كان الدماغ مضطرًا باستمرار للتكيف مع التغيرات في هذه الهرمونات - التي تلعب دورًا كبيرًا في وظائف الدماغ وتنظيم المشاعر والسلوك والإدراك - فستكون هناك نسبة من النساء شديدات الحساسية لهذه التغيرات، ما قد يجعلهن أكثر عرضة لبعض الاضطرابات النفسية، وقال: "لا يعاني الرجال من هذه التغيرات الكبيرة".

ويستشهد الخبير باضطراب ما قبل الحيض (PMDD) الذي يعد شكلًا حادًا من متلازمة ما قبل الحيض (PMS). ويشمل أعراضًا جسدية وسلوكية تظهر عادةً قبل أسبوع إلى أسبوعين من الدورة الشهرية. ورغم أنها تختفي عادةً مع بدء الدورة الشهرية، إلا أن الأعراض قد تُعيق العمل وتُلحق الضرر بالعلاقات، ما يتطلب العلاج. ويمكن أن تشمل هذه الأعراض الحزن الشديد واليأس والانفعال والغضب.

عوامل اجتماعية
لكن العوامل الاجتماعية أيضًا تلعب دورًا في اختلافات الصحة النفسية بين الجنسين، بحسب نوفيك الذي قال موضحًا: "لستَ بحاجة لدراسة لتعرف أن النساء يتقاضين أجورًا أقل، ويواجهن ضغوطًا كبيرة فيما يتعلق بالأمومة، ويُتوقع منهن أكثر. وهذا ما نسميه عامل ضغط. وهذه العوامل بالتأكيد أحد العوامل التي تُسهم في الإصابة بالأمراض النفسية".

ويركز نوفيك في دراسته على معرفة أسباب معدل الاكتئاب المرتفع لدى النساء نتيجة للتقلبات الهرمونية وتأثير وسائل منع الحمل خصوصًا الفموية، على ذلك. يقول الطبيب النفسي: "كثير من النساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية ينتهي بهن الأمر بالتوقف عنها لأسباب مختلفة"، ويضيف: "لكن السبب الرئيسي هو شعورهن بأنها تؤثر سلبًا على مزاجهن، أو على رغبتهن الجنسية". ويتابع: "هناك عدد قليل جدًا من الأبحاث حول كيفية تأثير وسائل منع الحمل الهرمونية على الدماغ. لذلك أحاول معرفة ذلك".

ويشير رئيس قسم الطب النفسي في الحرم الطبي أنشوتز بجامعة كولورادو، نيل إيبرسون، إلى أهمية معرفة ذلك. واستشهد إيبرسون بدراسة واسعة النطاق وجدت أن تشخيص اضطراب الاكتئاب الشديد والأفكار الانتحارية أو محاولات الانتحار ارتفعت في العام الذي تلا بدء استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، وخاصةً في فئتي المراهقين والشباب. ولذلك فقد تساعد هذه الدراسة في إيجاد إجابات قد تنقذ حياة كثيرين.

 

إعلانات
© جميع الحقوق محفوظة

الصيف أحلى على IFM

17:00 - 23:00

Music Non Stop

Address: Immeuble Louati 4e étage Lot 6.5.9
Les Jardins du Lac - Tunis - Tunisie

Tél: +216 70 016 020

E-Mail: contact@ifm.tn