تحت شعار "اللعب كهوية ثقافية"، احتضن مركز رعاية المسنين بمنوبة، صباح الجمعة، المهرجان الأولمبي للألعاب والرياضات التراثية للمسنين، الذي جمع مسنين من مختلف مراكز رعاية المسنين من مختلف الجهات. 

ويختتم المهرجان، الذي أشرف عليه وزير الشؤون الثقافية، محمد زين العابدين، تظاهرة الملتقى الدولي للألعاب والرياضات التراثيّة لكبار السن، الذي نظمته من 10 إلى 14 ديسمبر 2019، الجمعية التونسية للمحافظة على الألعاب والرياضات التراثية، بالتعاون مع الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي، وجمعية رعاية المسنين بمنوبة، وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة.

وتضمنت فقرات المهرجان مباريات في الألعاب والرياضات التقليدية، على غرار "الخربقة" و"الشكبّة" و"المعقاف"، شارك فيها عدد من المسنين من نزلاء مراكز الرعاية المشاركة في اللقاء، فضلا عن معرض متنوع تضمنت أجنحته إبداعات المسنين ولمساتهم الفنية، من رسم وتطريز وابتكارات حرفية ومأكولات تقليدية.

جملة هذه المعروضات، كانت محل متابعة من وزير الشؤون الثقافية، مصحوبا بوالية منوبة، رجاء الطرابلسي، ورئيس الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي، محمد الخويني.

وأكد الوزير على هامش مشاركته المسنين مبارياتهم وأداءهم للألعاب التقليدية، ضرورة تغيير الإحاطة بفئة المسنين، "مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات مرحلة تعامل جديدة ووعي بإبداعات المسنين، فسن الستين قد يحدد التقاعد المهني، لكنه لا يجب أن يحد من قيمة المسن واشتراكه ومساهمته في المضامين الاجتماعية وفي الشأن العام".

واعتبر أن "المسن ليس شبهة أو تهمة"، وأنه "لكل مرحلة من مراحل الحياة إبداعها الخاص بها"، وأنه "يجب العمل بالتنسيق مع جميع الأطراف، بمثل هذه اللقاءات والمبادرات، حتى لا تظل الشيخوخة سن عزلة وانطواء عن المجتمع، مع التفكير في تفعيل وإحياء طاقات المسنين الإبداعية، والاستفادة، في هذا الإطار، من برنامج الثقافة التضامنية والاجتماعية".

من ناحيته، اعتبر ورئيس الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي، محمد الخويني، أن "المسن المقيم بدور المسنين يجب أن يحظى بالجانب الترفيهي، فيلعب ويترفّه، إضافة للأكل وتناول الدواء.. فيتمتع بحياته في خريف عمره. وان تملأ الألعاب أوقات فراغه وتذكّره بطفولته وبألعابه قبل عشرات السنين".

يذكر أن المهرجان شهد مشاركة "جربة الجمعية الاوروبية" و"الجمعية الإفريقية للمحافظة على الألعاب والرياضات التراثية"، وممثلي عدد من الدول، على غرار الجزائر وموريتانيا واسبانيا وفرنسا والكونغو ومدغشر، والذين ساهموا في تأثيث معرض للألعاب التراثية التونسية والمغاربية والإفريقية بدار العرابي بمركز المسنين بمنوبة. كما أثثوا أشغال ندوة علمية حول "استعمال الألعاب والرياضات التقليدية كوسيلة علاجية وإدماج اجتماعي في أوساط مختلفة".