أطلقت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، اليوم الإثنين 9 ديسمبر رسميا، أول راديو واب لمكافحة الفساد في تونس تحت اسم "نزاهة أف أم"، وذلك خلال أشغال اليوم الثاني والأخير للمؤتمر الوطني الرابع لمكافحة الفساد، الذي ينعقد تحت عنوان "مكافحة الفساد: مسار تشاركي."

وتندرج هذه التجربة في إطار السياسية الاتصالية الجديدة للهيئة وفق ما أفاد به رئيس هيئة مكافحة الفساد شوقي الطبيب الذي بين أنّ هذه الإذاعة الأولى من نوعها في العالم العربي ستكون متخصّصة في الحوكمة ومكافحة الفساد وترمي إلى ترسيخ القيم الإيجابية لدى الجميع ومعايير التصرف التي تكرس الشفافية والحوكمة.

ووفق ما نقلته مبعوثة إي اف أم فائزة العرفاوي، أكد الطبيب أن الهدف من هذا المؤتمر هو اعتماد مبدئ التشاركية في مكافحة الفساد، مضيفا أن تفشي ظاهرة الفساد جاء بسبب غياب الامكانيات اللوجستية، مشددا على ضرورة اعتماد الحوكمة الرشيدة لمكافحة الفساد .

وقال شوقي الطبيب "إنّ أكثر من 1300 ملف فساد قد تمّت إحالته على القضاء منذ 2016 لكن نسب الفصل فيها ما تزال ضعيفة وتتراوح بين 10 و15 بالمائة.

وأوضح الطبيب أنّ عدد الملفات المذكورة تراوح بين الملفات التي أحالتها الهيئة على القضاء والتي بلغت إلى حدود الأسبوع الماضي 900 ملف فساد وملفات لجنة تقصّي الحقائق البالغ عددها 459 ملفّ.

كما بيّن أن جزءا كبيرا من هذه الملفات يهمّ الصفقات العمومية واستغلال النفوذ والإضرار بالمال العام والإضرار بالإدارة والاستيلاء على الأملاك المصادرة.

وأشار إلى انّ آجال الفصل في هذه الملفات ضعيفة وتعطي انطباعا حول الإفلات من العقاب، ملاحظا أنّ فتح ملف المعوّقات التي تحول دون الفصل في قضايا الفساد هو من أوكد أولويات المرحلة القادمة.

كما اعتبر أنّ اعتماد سياسة الردع والتخويف وتنفيذ العقوبات على الفاسدين، ليست مقاربة ناجعة، في غياب الجانب الوقائي.