قامت الجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب والأوعية الدموية بإخضاع 700 عامل بعدد من الشركات الكبرى الكائنة بولايتي صفاقس ونابل لفحص طبي كشف عن إصابة 106 منهم بمرض ضغط الدم دون ان يعوا ذلك، أي بنسبة تفوق 15 بالمائة.

ويندرج إخضاع هؤلاء العمال للفحص الطبي المدقق الذي قام به أطباء من الجمعية باعتماد وحدة متنقلة مجهزة بأحدث الآلات الطبية، في إطار حملة تحسيسية تنظمها الجمعية بالتعاون مع "صانوفي" للاستكشاف والتثقيف حول ضغط الدم داخل بعض المؤسسات، وتتضمن الى جانب ذلك ورشات للتحسيس بخطورة هذا المرض وكيفية الوقاية منه، حسب ما كشفت عنه رئيسة الجمعية الدكتورة ليلى عبيد، خلال ندوة صحفية نظمتها الجمعية تحت شعار "معا من أجل رعاية أفضل لمرضى ارتفاع الدم في تونس"، احتفالا باليوم العالمي لمكافحة مرض ضغط الدم الوريدي الذي يوافق يوم 17 ماي من كل سنة.

وأضافت عبيد أن هذه الحملات التحسيسية التي تمتد على كامل شهر ماي الجاري، ستشمل في مرحلة قادمة عدة مؤسسات أخرى تقع بكل من ولايات سوسة وقابس وقفصة، وذلك إضافة الى ومضات تثقيفية يقع بثها حاليا عبر وسائل الاعلام.

ويعد مرض ضغط الدم مرض صامت لا تظهر علامات الإصابة به إلا بعد سنوات طويلة وقد يؤدي عدم تشخيصه المبكر إلى التسبب في عدة أمراض خطيرة تصيب القلب والشرايين والكلى وشبكية العين، وفق ما صرحت به رئيسة الجمعية، مشددة على ضرورة قيس ضغط الدم على الأقل مرة في السنة.

وذكرت أن 50 بالمائة من التونسيين ممن تفوق أعمارهم 35 سنة مصابون بمرض ضغط الدم وأن 60 بالمائة من هؤلاء المرضى غير واعين بمرضهم، حسب ما كشفته دراسة حديثة للجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول تصلب الشرايين شملت أكثر من 11 ألف ساكن.

وللوقاية من مرض ضغط الدم أوصت مديرة أنشطة مرض السكري والقلب والأوعية الدموية بمؤسسة "صانوفي"، بضرورة ممارسة رياضة المشي يوميا ولمدة 20 دقيقة على الأقل والالتزام بتناول الأغذية الصحية والتقليل من استهلاك مادة الملح قدر الإمكان، مشيرة الى أنه في تونس يستهلك الشخص حوالي 12 غرام من الملح يوميا مع أن القدر المنصوح به لا يجب أن يتجاوز 5 غرامات في اليوم.