
القيروان: مسيرة سلميّة تجوب شوارع المدينة للمطالبة بتغيير موعد الانتخابات الرئاسية
تظاهر عدد من أهالي ولاية القيروان، اليوم الثلاثاء، في مسيرة سلميّة جابت شوارع المدينة، لمطالبة الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات بتعديل موعد الانتخابات الرئاسيّة، الذّي سيتزامن مبدئيّا مع الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف.
ورفع المشاركون من مختلف مكونات المجتمع المدني في المسيرة، شعارات تدعو الى مراجعة الرزنامة الانتخابية وإلى احترام حقّ أهالي الولاية في الاحتفال بهذه الذكرى، التّي تشهد أجواء دينيّة وانتعاشة ثقافية وحركية اقتصاديّة، ينتظرها حرفيّو الجهة وتجّارها لترويج منتجاتهم على الزوار الوافدين للمدينة.
ومن جانبه، عبّر رئيس جمعيّة مهرجان المولد النبوي الشريف، علي بن سعيد، عن استغرابه من إصرار الهيئة على نفس الموعد، رغم اللّقاء الذي جمع الاسبوع المنقضي، الهيئة بـ6 جمعيّات من القيروان، والذي قدّموا خلاله الحجج الدالة على صعوبة إجراء الحدثين من النّاحية الأمنيّة والتّنظيميّة.
ودعا، في هذا الخصوص، إلى تعديل الرزنامة الانتخابية بما يضمن ظروف نجاح هذا الاستحقاق الانتخابي ولا يحرم أهالي الجهة من استبشارهم بالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، نظرا لما لهذه المناسبة من أهميّة ورمزيّة لديهم.
واعتبر النّاشط بالمجتمع المدني، محمد ماهر بوحولة، أن القيروان تحتفل بشكل خاص بهذه الذّكرى، باعتبارها لا تمثل مناسبة دينيّة فقط، بل لما لها من بعد اقتصادي واجتماعي وثقافي، مضيفا أن الاصرار على نفس الموعد يمثل حرمانا لآلاف الحرفيّين والتجار من دورة اقتصادية، طالما انتظروها، خاصة وأن مدينة القيروان تطمح هذا العام إلى استقبال مليون زائر من داخل تونس وخارجها.
وأكّد أن هذا التحرك الاحتجاجي يأتي في إطار حملة مناصرة، نفّذتها مكونات المجتمع المدني من أجل تغيير تاريخ الانتخابات الرئاسية تضمنت وقفات احتجاجية وندوة صحفيّة واعتصاما مفتوحا بمقر الهيئة الفرعيّة للانتخابات بالقيروان، مشيرا إلى أن الهيئة قامت بتغيير موعد الانتخابات البلدية ثلاثة مرات سابقا ولا يضيرها تأجيل الانتخابات بأسبوع، ضمانا لمشاركة فعّالة للمواطنين بالجهة يوم الاقتراع وحفاظا على مكانة الاحتفالية لدى التونسيين عموما وأهالي مدينة القيروان بشكل خاص، وفق تعبيره.
ومن جهتهم، بيّن عدد من الحرفيّين والتجار، أنهم يستعدون قبل الاحتفالات بأربعة أشهر ويقومون بإعداد مخزون من المنتوجات التقليديّة، يسوقونها خلال فترة المولد، مطالبين بعدم حرمانهم من انتعاشة تجارية وسياحيّة وثقافيّة، تمتدّ لأكثر من أسبوع.
وفي سياق متصل، شدّد أمين سوق النحاس بالقيروان، محمد الهادي الشابي، على انتظار 150 حرفيّا يعملون في صناعة النحاس المطروق، لهذا الموعد من أجل ترويج منتوجاتهم خلال فترة المولد، مطالبا بدوره بتغيير تاريخ الانتخابات الرئاسية، نظرا لتأثيره على مورد رزق العائلات التّي تعيش خلال تلك الفترة من ترويج الأواني النحاسية وقطاعات أخرى، على غرار صناعة الزربيّة والنّسيج والحايك والمقروض القيرواني وغيرها.
وهو ما أكّده تاجر الزّربية، علي العلاني، من أن التّجار والحرفيّين سيتضرّرون من تزامن الانتخابات الرئاسية مع المولد النبوي الشريف، كما سيعيق الانتعاش السنوية التي تنتظرها الجهة، باعتبارها تشكو من غياب مواطن الشّغل ونقص المؤسّسات الاقتصادية.