تبعا لطلاء ومحو أعمال فنية رسمها تشكيليون على أعمدة قنطرة القرش الأكبر بتونس العاصمة، دعا رئيس الحكومة يوسف الشاهد وزارة الشؤون الثقافية "ومن خلالها الفنانين التشكيليين إلى استعادة أعمال المبدعين والاستغلال الأمثل لهذا الفضاء بما يستحقه من جمال وفن وتعبير عن الحرية والتنوع".

وجاء في بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الثقافية أن رئيس الحكومة دعا وزارة الشؤون الثقافية إلى تخصيص الاعتمادات اللازمة لهذا الغرض بما يمكن من توسيع مجالات التدخل نحو فضاءات جديدة، مع التنسيق مع وزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية.

وكان اتحاد الفنانين التشكيليين أصدر صباح السبت بيانا عبر فيه عن استنكاره لقيام مصالح وزارة التجهيز بمحو عدد هام من الجداريات الفنية على مستوى جسر شارع الجمهورية بالعاصمة، واصفا ذلك بالقرار "الأحادي والانفرادي".

وذكّر الاتحاد بأن مشروع تجميل جسر شارع الجمهورية يعود تاريخ انجازه الى سنة 2016، وأطلق عليه حينها شعار "الطريق الى مدينة الثقافة" حيث سبق إنجازه افتتاحها. وهو مشروع أنجز بتمويل من وزارة الشؤون الثقافية وبمشاركة أكثر من 40 فنانا تشكيليا من مختلف أنحاء الجمهورية و30 طالبا من طلبة المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس وبالشراكة مع اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين.

وعلى إثر تداول خبر إزالة هذه الرسومات الفنية وطلاء أعمدة القنطرة باللون الرمادي وما رافقه من انتقادات واستنكار من قبل التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي أصدرت وزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية مساء الجمعة بلاغا قالت فيه ان "عملية الدهن لم تطل إلا بعض الأعمال التي وقع تشويهها بالإعلانات وبكتابات تحمل كلاما بذيئا ومخلا بالحياء". واكدت الوزارة "انفتاحها وتشجيعها للرسامين وكل الفنانين وأنها لا ترى مانعا في إعادة تزيين الجسور بلوحات تشكيلية تعطي صورة أجمل للطرقات".

لكن اتحاد الفنانين التشكيليين اعتبر في بلاغه يوم السبت أن ما جاء في بلاغ الوزارة "تبرير غير مقنع" لأصحاب المشروع وللفنانين والمبدعين وللمواطنين، متهما الوزارة بـ"قصر النظر وعدم الوعي بمهمتها في النهوض بمشروع تونس الحديثة في المعمار والتعمير، والإيمان بدور للفنان في النهوض بالمشهد الحضري".