
تطاوين: انقطاعات متواترة ومطولة للتزويد بالمياه الصالحة للشرب
تسبّبت الانقطاعات المتعددة والمطولة في اغلب الحالات للمياه الصالحة للشرب عن المساكن وخاصة في الاحياء العليا والقرى والتجمّعات السكنية البعيدة في تطاوين في دفع المتساكنين إلى الاحتجاج عديد المرات كان آخرها يوم أمس حيث تجمّع عدد منهم أمام مقرّ اقليم الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه مطالبين بوضع حد لمعاناتهم وحرمانهم من هذا المرفق الحياتي في هذا الفصل الحار والاكثر استهلاكا له.
وفي إطار البحث عن حلول لهذا الوضع غير العادي زار والي تطاوين عادل الورغي في المدّة الفارطة عددا من المشاريع الخاصة بتنمية الموارد المائية لمعاينة تقدّم الأشغال بها وعقد أمس جلسة عمل تحدّث بخصوص مخرجاتها في الجهة قائلا إنه اتّخذ جملة من الاجراءات وصفها بالاستعجالية للتسريع بايصال الماء إلى كافة مشتركي الشركة بمختلف معتمديات الولاية.
وأكد الوالي ان الوضع في معتمديتي ذهيبة ورمادة "طيّب" بعد أن تم ربط شبكة التوزيع في ذهيبة ببئر عميقة من مشروع "سهل الرومان" وربط بئر اخرى في منطقة "نكريف" بشبكة رمادة ما يوفر لمتساكني المعتمديتين حاجيات المواطنين من المياه الصالحة للشرب.
وبالنسبة لمدينة تطاوين حيث يشتد الطلب وتعددت مشاكل النقص والانقطاعات الفجئية افاد الوالي بان الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لا توفر إلا ثمانين لترا في الثانية حاليا من المياه في الوقت الذي تحتاج فيه المدينة الى مائة وعشرين لترا في الثانية وهو ما جعل العجز مهما اضافة الى النسبة العالية من التسريبات المرئية والعميقة والتي تقدرها الشركة في الجهة بحوالي اربعين بالمائة وبالتالي يجب البحث عن موارد جديدة لمواجهة الطلب المتزايد.
وفي هذا الإطار وعد الوالي بربط بئر "الخبطة" الجاري تجهيزه ليوفّر حوالي عشرين لترا في الثانية قبل نهاية الشهر الجاري وربط بئر في منطقة "بئر عمير" بالشبكة التي توزع المياه في قرى الدويرات وبئر 30 وراس الوادي وقصر اولاد بوبكر مما يسمح بتوجيه المياه التي كانت تأتيها من خزان مدينة تطاوين الى منطقتي الرقبة وقصر المقابلة في الشطر الجنوبي لمدينة حيث تنقطع عليهما الماء باستمرار.
وأكّد الوالي ان بئر جديدة في منطقة تلالت تدفع بستة لترات في الثانية تم ربطها بخزان غمراسن وهو ما حسّن الوضع في غمراسن ومنطقة تلالت ذاتها حسب قوله.
أما بخصوص معتمدية بني مهيرة حيث مازال الوضع صعبا فان السعي حثيث لحفر بئر جديدة بها وتقنين مناب الشركة من بئر المعونة التي تتقاسمه الشركة (25 لترا في الثانية) مع المنطقة السقوية (15 لترا في الثانية) في انتظار ايجاد حل جذري للمنطقة في وقت لاحق على حد قول الوالي الذي اذن ببعث فريق للتدخل السريع عند حدوث اي تسرب او عطب على الشبكة التي وصفها بالمهترئة والحد من ضياع المياه وهو ما زاد من احتقان المواطنين ازاء هذه الظاهرة المتكررة في أكثر من مكان دون تدخّل سريع وناجع للحد من اهدار المياه.