تعد تونس أول بلد يتبنى مبادرة البنك الدولي المتعلقة بإطلاق مؤشر رأس المال البشري، ضمن دول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي ما تزال متأخرة في هذا الخصوص، وفق ما أفادت به المديرة المساعدة لتقرير البنك الدولي حول التنمية في العالم لسنة 2019 فيديركا ساليولا، اليوم الجمعة.

وأوضحت ساليولا خلال افتتاح ندوة نظمتها بتونس مجموعة البنك الدولي حول "الاستثمار في الراس المال البشري لمواجهة متطلبات المستقبل"، ان هذا المؤشر يمكن البلدان من تحديد مدى تأثير استثماراتها في الصحة وتعليم والسكان على الإنتاجية في المستقبل، مبرزة أهمية استغلال هذه الفرصة لضمان النمو الاجتماعي.

وتطرقت المتحدثة الى الامكانيات التي توفرها التكنولوجيات الحديثة في مجال التشغيل، حيث تم تسجيل احداث 32 ألف موطن شغل جديد بأوروبا بفضل تكنولوجيات الاتصال الحديثة، مقترحة في هذا السياق انشاء منصة رقمية في شمال افريقيا لمواكبة نسق التطور الرقمي.

وشددت في ذات السياق على وجوب ادخال تغييرات على الوظائف وظروف العمل لمواكبة هذا التطور الرقمي المستمر والتمكن من خلق فرص عمل جديدة، منبهة في المقابل الى ما تسببه الثورة الرقمية من حذف لعديد الوظائف، التي يتم استبدال بعضها بالإنسان الالي (روبوت)، مما يستوجب تكييف الموارد البشرية المتاحة مع التطور الحاصل، حسب رأيها.

وأشارت المديرة المساعدة لتقرير البنك الدولي حول التنمية في العالم لسنة 2019 الى وجود تغير جذري على مستوى الحاجيات من اليد العاملة، داعية الى التفكير الجاد في الأساليب المبتكرة في المجال لاسيما وان أشكال العمل التقليدي بصدد الزوال.

اعتبر رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، الجمعة، أن تحقيق التنمية الاقتصادية لم يعد مرتبطا بكثافة رأس المال المادي بقدر ارتهانه الى الاستثمار في الرأس المال البشري.

وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد أكد خلال افتتاحه لندوة مجموعة البنك الدولي المنعقدة بدار الضيافة بقرطاج، على أن الحكومة تضع على رأس أولوياتها النهوض بالموارد البشرية، مشيرا الى أن تنمية المعارف وتعزيز تكيف الموارد البشرية مع المتغيرات التكنولوجية وتطوير مهارات العمال وتدريبهم على التجديد والابتكار يدعم النمو الاقتصادي، كما أن الاستثمار في رأس المال البشري يعزز فرص الاندماج في الاقتصاد المعولم.