كشف وزير النقل هشام بن احمد، الثلاثاء، أن تونس التي استقطبت، سنة 2010، زهاء 900 ألف سائح قدموا عبر الرحلات البحرية الكبرى ستعود مجددا الى استقبال هذه الرحلات بداية من الصيف المقبل عبر ميناء حلق الوادي بعد شبه توقفها منذ سنة 2015

وأضاف بن احمد، خلال الاجتماع الاول للجنة الاقليمية لشمال افريقيا للنهوض بصناعة الرحلات البحرية، ان ميناء جرجيس سيكون قادرا، في أقرب وقت ممكن، على استقبال هذه الرحلات وان شركة خاصة ستقوم بالتصرف في الرحلات البحرية الكبرى بميناء حلق الوادي مثمنا استعادة الاستقرار والامن في تونس وهي عوامل ضرورية لإنعاش القطاع السياحي.

وعزفت كبريات شركات خدمات الرحلات البحرية عن برمجة الوجهة التونسية ضمن خطوط رحلاتهم بعد الاعتداء الارهابي الذي طال متحف باردو سنة 2015 واعتداءات ارهابية اخرى طالت بعض المناطق السياحية وغذت المخاوف لدى السياح ووكالات الاسفار وأدت الى وضع قيود على السفر الى تونس.

وبين وزير السياحة والصناعات التقليدية روني الطرابلسي، من جانبه، "أن ميناء سوسة سيكون جاهزا لاستقبال الرحلات البحرية الكبرى في غضون عامين او 3 سنوات وسيكون وجهة هامة للرحلات البحرية الكبرى".

وعبر الطرابلسي عن ارادة وزارة السياحة في تطوير قطاع صناعة الرحلات البحرية وإعطاء صورة جيدة عن تونس مما يسهم في ازدهار القطاع.

وبين الطرابلسي انه قد يطلق مشاورات لبحث امكانية تخفيض اتاوة الربوض بالموانئ الموظفة على سفن الرحلات البحرية بما يشجع الشركات على برمجة رحلات عبر الموانئ التونسية.

وبين أن الرحلة الواحدة تؤمن ما بين 4 و5 آلاف سائح يزورون أحد المدن الساحلية في تونس لبعض الساعات لكن هؤلاء السياح لديهم قدرة شرائية هامة ويشكلون قائمة حرفاء مهمة بالنسبة لقطاع الصناعات التقليدية التونسية الذي يعاني من التراجع منذ سنوات.

واستقبلت تونس سنة 2010 زهاء 900 ألف سائح عبر الرحلات البحرية لكن الرقم تقلص الى ما بين 450 و600 ألف سائح خلال الفترة 2012-2014 قبل ان يتراجع أكثر خلال السنوات الاخيرة.

ولفت الطرابلسي الى أهمية الطلب على الوجهة التونسي من مختلف البلدان الاوروبية مشيرا الى وجود "عودة هامة " للسياح الفرنسيين والالمان والبريطانيين الى جانب التوجه الى اسواق جديدة على غرار السوق التشيكية.

وقال الطرابلسي "لقد رفعنا تحدي استتباب الامن في تونس ونعمل اليوم على رفع التحدي البيئي لجذب المزيد من السياح متوقعا ان تستعيد تونس موقعها في السوق الدولية والارقام المتعلقة بسنة 2018 تشير الى استقطاب 8 ملايين سائح وسنة 2019 تبدو واعدة وسط توقعات باستقطاب أكثر من 9 ملايين زائر خاصة وأن شهر جانفي 2019 سجل زيادة بنسبة 25 بالمائة مقارنة بشهر جانفي 2018".

ويهدف اللقاء الذي نظمه ديوان البحرية التجارية والموانىء وجمعية "ماد للرحلات البحرية " الى تقديم خصوصيات منطقة شمال افريقيا ووضع خطة عمل لدعم حضور المنطقة ضمن اسواق الرحلات البحرية الدولية والتوصل الى حزمة اجراءات لإدماج افريقيا الشمالية ضمن مسار هذه الرحلات.