أطلق عدد هام من متساكني معتمدية فريانة من ولاية القصرين منذ بداية الأسبوع الجاري نداءات متكرّرة للسلط الجهوية والوطنية معشنّ حملات متواصلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وذلك لمطالبتهم بالتدخل العاجل واتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع الشركة التونسية الاندلسية للإسمنت الأبيض (سوتاسيب) بالمنطقة من إستعمال مادة الفحم الحجري لعدم مطابقتها للمواصفات البيئية المطلوبة وخوفهم من تسبّبها في انتشار الأمراض المعدية في صفوفهم. 

وعمد المحتجّون مؤخرا إلى منع 22 شاحنة محملة بأكياس الفحم الحجري من الوصول الى مقر شركة "سوتاسيب" وتمت دعوة والي الجهة محمد سمشة إلى إيقافها إلى حين البت في مدى مشروعية هذه الحمولة من عدمها والنظر في مدى مطابقتها لقواعد المحافظة على البيئة وهو ما تم فعلا وفق تصريحات متطابقة لعدد من المحتجين.

وأوضح أحد المحتجين رؤوف العبيدي وهو معلم أصيل معتمدية فريانة أنه تم ايقاف الشاحنات التابعة لمصنع الإسمنت بفريانة المحملة بمادة الفحم الحجري الموضوعة في أكياس باعتبارها تعدّ من المواد الخطيرة جدا حسب المواثيق والمعاهدات الدولية أولها معاهدة "كيوتو" البيئية الدولية، مضيفا أن والي الجهة تعهد بتشكيل لجنة للنظر في هذه المسألة وفي المخاطر البيئية والصحية التي يمكن أن تتسبب فيها هذه المادة عند تحويلها من قبل المصنع المذكور وقام بإيقافها تلبية لمطلب أهالي ومتساكني فريانة.

وشدد المتحدث في سياق متصل أن أهالي فريانة ليسوا من دعاة التخريب ولا يهدفون بها الاحتجاج الى إغلاق المصنع بل يطالبون بأن يعمل في إطار القانون وطبقا للمواصفات البيئية المعمول بها حتى لا يتضرّروا من البخار المنبعث منه.

ومن جهته أكد المواطن أحمد السعداوي أصيل معتمدية فريانة أن أهالي ومتساكني هذه المنطقة رفعوا أصواتهم عاليا وطالبوا رئيس الجمهورية والمصالح المركزية المعنية للتدخل والنظر في مدى مطابقة نشاط شركة "سوتاسيب" للمواصفات البيئية المعمول بها باعتبارها تنشط بالمنطقة منذ 32 سنة في مجال الإسمنت الأبيض وتستعمل للغرض أكثر من 7 مواد خطرة وفق قوله منها الفحم الحجري الذي أصبحت تستعمله منذ سنة 2015 عندما تم رفع الدعم عليها في مجال استعمال الغاز الطبيعي حسب ما ورد على لسانه، مضيفا أن ادارة المصنع قامت مؤخرا بتركيب مطحنة لطحن الفحم الحجري في العراء مما أصبح يشكل خطرا على صحة المتساكنين المتاخمين للمصنع، لافتا في هذا الإطار إلى تسجيل أكثر من 20 حالة إصابة بالسرطان وضيق التنفس جراء الغازات المنبعثة منه، حسب قوله .

وعبر السعداوي عن رفض أهالي فريانة الشديد استعمال المصنع لمادة الفحم الحجري إلى حين التثبت من مطابقتها للمواصفات البيئية المطلوبة وعدم تسبب بخارها في أمراض أو أضرار أخرى على فلاحتهم وأراضيهم.

وردا على ذلك أكد والي الجهة محمد سمشة اليوم أنه تبعا للاحتجاجات المتواصلة في معتمدية فريانة من قبل عدد هام من متساكنيها للتعبير عن رفضهم الشديد لاستعمال مصنع سوتاسيب لمادة الفحم الحجري خوفا من تسببها لأضرار صحية وبيئية تولى على الفور ايقاف الشاحنات المحملة بمادة الفحم الحجري، ثم قام بتكليف المعتمد الأول بمركز الولاية عاطف الماسي لعقد جلسة عشية أمس مع مختلف الأطراف ذات الصلة من مواطنين محتجين ومصالح الشركة لمناقشة هذه المسألة، مبرزا أنه تم خلال الجلسة التنبيه على إدارة المصنع بإيقاف العمل بمادة الفحم الحجري وتعويضها بالغاز الطبيعي إلى حين التثبت مع المصالح المعنية بوزارة البيئة من مدى مطابقتها للمواصفات المطلوبة عند استعمالها من قبل المصنع وعدم تسببها في أية أضرار.