
قرية تركي بقرمبالية تحافظ على عادة "صفّ العيد": مصافحة جماعية ومصالحة شاملة في يوم العيد
في صباح أول أيام العيد، وبعد أداء صلاة العيد، يصطفّ الأهالي صفًا طويلًا أمام المسجد وصولا إلى ساحة القرية، حيث يتصافح الجميع الواحد تلو الآخر، كبارًا وصغارًا، دون استثناء، في مشهد مؤثر يعكس روح المحبة والتآزر. ولا تقتصر العادة على المصافحة فقط، بل تشمل أيضًا تصفية القلوب، إذ يُقبل فيها كل من يرغب في تجاوز الخلافات وفتح صفحة جديدة.
ويعتبر أبناء قرية تركي التابعة لمعتمدية قرمبالية من ولاية نابل أن هذه العادة تمثل جزءًا من هويتهم الثقافية والاجتماعية، ووسيلة لترسيخ قيم التسامح والرحمة والتلاحم الأسري. ويحرص الأهالي على نقلها جيلاً بعد جيل، معتبرين إياها إرثًا ثمينًا لا يقل أهمية عن بقية المظاهر الدينية والاجتماعية للعيد.
في تصريح لأحد شيوخ القرية، قال: "الصفّ هذا ما يفرّقش بين صغير ولا كبير، غني ولا فقير، الكلّ كيف كيف، يتصافحوا ويتسامحوا، واللي في قلبه شي يفضيه... هذه عادة أجدادنا ووصيّتنا لأولادنا."
وتحظى هذه العادة بإعجاب الزائرين والباحثين في الشأن الثقافي، باعتبارها نموذجًا حيًا لتقاليد تونسية أصيلة تستحق أن تُوثّق وتُروّج، خصوصًا في زمن تراجعت فيه بعض مظاهر التآخي المجتمعي.
بهذا الصفّ الممتد على بساط من المحبة، تثبت قرية تركي أن العيد ليس فقط معايدة وصلاة، بل هو أيضًا مناسبة لتجديد العهد بالحبّ والوئام.
تقرير منتصر ساسي