ورغم أن المقروض يُعرف بطعمه التقليدي القائم على التمر والعسل، إلا أن بعض الباعة أضفوا عليه لمسات جديدة، حيث أدخلوا نكهات مختلفة لجذب الزبائن الذين يبحثون عن تجربة جديدة دون التفريط في أصالة الوصفة.

إقبال كبير وتجديد مطلوب

في أحد أسواق القيروان العتيقة، حيث تمتزج روائح العسل والسمن برائحة الزعفران، التقينا السيد الحبيب الورغي، صاحب محل للحلويات التقليدية منذ أكثر من 35 عامًا، والذي تحدّث لنا عن تطور المقروض قائلاً:
"المقروض هو هوية القيروان، لكن اليوم أصبح الزبون يبحث عن شيء جديد. لهذا أدخلنا نكهات مثل الفستق، اللوز، وحتى الشوكولاتة، مع الحفاظ على الطريقة التقليدية في التحضير. والنتيجة؟ إقبال غير مسبوق، خاصة في رمضان، حيث يُعتبر من أساسيات السهرات الرمضانية."

وفي أحد المحلات الحديثة التي تروج للمقروض بأسلوب عصري، التقينا ليلى بن صالح، صاحبة محل متخصص في الحلويات الفاخرة، التي أكدت لنا أن التغيير لم يكن سهلًا:
"عندما بدأنا بإدخال نكهات مثل الورد والفانيليا، واجهنا بعض الانتقادات من محبي المقروض التقليدي. لكن سرعان ما تغيّر الأمر، والآن أصبح لدينا زبائن يطلبون هذه النكهات بشكل خاص، بل ويهتمون أكثر بجمالية التقديم وطريقة التغليف."

رمضان: موسم ازدهار المقروض

يُعدّ شهر رمضان الفترة الذهبية لتجارة المقروض، حيث تزداد الطلبات بشكل كبير، سواءً للاستهلاك المحلي أو كهدايا للأقارب والأصدقاء. فالمقروض، بنكهاته المختلفة، صار يُقدم كهدية راقية تُعبّر عن الأصالة والابتكار في آنٍ واحد.

ورغم هذا التجديد، يبقى المقروض القيرواني رمزًا للهوية والتراث، إذ يحرص الحرفيون على إعداد عجينه بنفس الأساليب التقليدية، مستخدمين السميد، التمر، العسل الطبيعي، وزيت الزيتون، مما يجعله يحتفظ بذلك الطعم الفريد الذي يجمع بين الأصالة والحداثة.

هذا ويظل المقروض القيرواني أيقونة رمضان، سواء كان بالنكهات التقليدية أو المطوّرة، إذ يحمل في طياته نكهة التاريخ وروح التجديد، جامعًا بين الذوق الرفيع والحنين إلى الماضي.

تقرير: منتصر ساسي