
الجرندي لمساعدة وزير الخارجية الأمريكي: الرئيس سعيّد لا يملك مشروعا تسلطيا
اللقاء وكان مناسبة ثمّن خلالها الجانبان علاقات التعاون التونسي-الأمريكي والرغبة المشتركة في المضي قدما على درب تطوير هذه العلاقات في إطار القيم المشتركة التي تجمع البلدين.
إذ أكدت المسؤولة الأمريكية الأهمية التي توليها الإدارة الأمريكية الحالية لمسائل الديمقراطية وحقوق الإنسان في سياستها الخارجية، مثمنة المكتسبات التي تحققت لتونس في هذا السياق وتطلع الولايات المتحدة الأمريكية إلى تواصل التعاون بين البلدين في هذه المجالات إضافة إلى التعاون الأمني في مجال مكافحة الإرهاب.
كما بينت أن زيارتها اليوم إلى تونس تؤكد اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بتونس كشريك استراتيجي.
من جهته، أكد الجرندي التزام تونس الثابت بالخيار الديمقراطي بما يحمله من مبادئ ذات الصلة بحقوق الإنسان والحريات وتكريس العدل والمساواة بين الجميع. وبيّن أنّ هذا الالتزام لا ينبع فقط من إرادة سياسية وإنما من إرادة الشعب التونسي.
مشددا على أن المنابر الإعلامية مفتوحة للجميع وأن حرية التعبير مضمونة وكذلك الشأن بالنسبة لحرية التجمع والتنظم والعمل الجمعياتي.
هذا واستعرض في ذات السياق المحطات السياسية المقبلة وفقا لما أعلن عنه رئيس الجمهورية قيس سعيّد خلال الخطاب الذي ألقاه يوم في 13 ديسمبر 2021 بما ذلك الاستفتاء على الخيارات والإصلاحات السياسية الكبرى والانتخابات التشريعية التي ستنتظم في 17 ديسمبر 2022 والتي سينبثق عنها برلمان جديد.
في سياق ثان أكد وزير الخارجية أن ما يروج من رغبة لرئيس الجمهورية في تجميع السلطات لا أساس له من الصحة وأن الهدف من التدابير الاستثنائية التي اتخذها هو تصحيح المسار الديمقراطي، مبرزا أن الحفاظ على الديمقراطية يستوجب حمايتها من أية محاولات للحياد بها عن مسارها الصحيح أو يهدد ركائزها.
وتناول اللقاء كذلك -في كنف الصراحة والشفافية- عددا من المسائل المطروحة بين البلدين حيث أكدت المسؤولة الأمريكية أهمية أن يكون المسار تشاركيا وأن الولايات المتحدة الأمريكية التي رافقت تونس في انتقالها الديمقراطي تتطلع إلى مواصلة دعم التجربة الديمقراطية التونسية من منطلق أواصر الصداقة التي تجمع البلدين حتى تظل هذه التجربة ملهمة للجميع.
بدوره أبرز الوزير أن ديمقراطية صحيحة ومستدامة تستوجب أيضا سندا اقتصاديا واجتماعيا وأن تونس اليوم بصدد مواجهة تحديات متعددة الأبعاد وهي تعول على دعم شركائها بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية لرفع هذه التحديات وإنجاح تجربتها الديمقراطية التي لا تراجع عنها.