وأضاف الفتيتي أن هناك عدة عوامل متظافرة يمكن من خلالها تفسير المشكلة الحقيقية في الجهة، التي تضم 600 ألف ساكن، حوالي 200 ألف منهم فقراء "34.9 بالمائة من السكان"، و10.3 بالمائة منهم يعيشون الفقر المدقع، أي أن 60 ألف قيرواني يعيشون تحت خط الفقر ولا يجدون المأوى والملبس أو حتى الطعام، في حين لا يتحصل على منحة العائلات المعوزة سوى 16 ألف شخص فقط وكأننا نقول للبقية اذهبوا إلى المقابر وهو ما حدث فعلا حسب تعبيره. 

وشدد ضيف برنامج 90 دقيقة على أن أشكال الموت في القيروان متعددة، فمثلا نسب الانتحار "شنقا، وحرقا وغرقا" منتشرة بكثرة في الولاية، وشملت حتى الأطفال مما يكشف انسدادا كبير في الأفق منذ الصغر. 

وينضاف إلى طاهرتي الفقر والانتحار في الجهة حسب طارق الفتيتي ظاهرة الأمية، حيث أن الجهل مصيبة، وعوضا أن يقوم الشباب بمواجهة الواقع الصعب، لجؤوا إلى الإدمان على القوارص ظنا منهم أنهم يهربون من الواقع. 

كما أوضح عضو البرلمان عن ولاية القيروان، أن الوضع الصحي في الجهة، متدهور هو الآخر ولا يوجد من يعمل على سيارة الإسعاف السريع المركونة منذ 3 سنوات، حتى أن المتضررين من الفاجعة الأخيرة المتعلقة بالقوارص السامة تم نقلهم إلى عدة ولايات في الجمهورية لتلقي العلاج.