
كاتب دولة في عهد بن علي يكشف قيمة عائدات حفل مايكل جاكسون بتونس
كمال الحاج ساسي الذي سبق له شغل منصب كاتب دولة بوزارتي (الشؤون الاجتماعية ووزارة الثقافة والشباب فضلا عن منصب سفير لتونس بدولة التشيك) أشار في شهادته التي قدمها أمام مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، أمس السبت 23 أكتوبر 2021 إلى أن "مداخيل حفل مايكل جاكسون الذي انتظم في أكتوبر 1996، بلغت 2 مليون دينار و300 ألف دينار، وقد تمّ تخصيص مليون دينار منها للمصاريف العامة، ومليون دينار ثان لفائدة صندوق التضامن 26/26، و300 ألف دينار لاستصلاح ملعب المنزه الذي كان بحاجة إلى بعض التدخلات سيما وأنه كان أحد ملاعب نهائيات أمم إفريقيا 2004 الستة (ملاعب بنزرت، المنزه، رادس، سوسة، صفاقس، والمنستير) التي استضافتها بلادنا وتوّج بلقبها منتخبنا الوطني على حساب نظيره المغربي.
مضيفا بأن الرئيس الراحل زين العابدي بن علي، أسدى تعليماته شخصيا بتوجيه العائدات لصندوق 26/26 كما رفض الحصول على تذاكر مجانية لنفسه وعائلاته .وأرسل صكا بنكيا للغرض.
الحاج ساسي أوضح في سياق ثان بأن اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد التي ترأسها المرحوم عبد الفتاح عمر، قامت بالتدقيق، إبان ثورة 14 جانفي 2011 واستدعت رجل الأعمال والمنتج السينمائي طارق بن عمار واستجوبته، وقد أكد هذا الأخير بأنه أنه هو من تكفّل بجلب مايكل جاكسون إلى تونس لاحياء الحفل، فيما تكفلت الدولة بالجانب اللوجيستي والتنظيمي.
يذكر أن ثمن تذاكر حفل مايكل جاكسون، تراوحت وقتها بين 25 دينارا إلى 200 دينار، وبيعت في السوق السوداء بـ 500 دينار ، وقامت السلطات التونسية حينها بعمل كبير حتى يكون الحفل في مستوى تطلعات الجمهور من خلال تجهيز ملعب المنزه بركح متطور، حيث كان جاكسون يريد اعطاء حفله صبغة مميزة وخيالية.
كما واكب الحفل 60 ألف شخص من داخل تونس وخارجها، في إطار جولة جاكسون العالمية "history world tour"، وقد كانت تونس هي المحطة الاولى في هاته الجولة والوحيدة في قارة افريقيا.
يشار إلى أن صندوق 26/26 الذي أنشأه بن علي في تسعينيات القرن الماضي من أجل مقاومة الفقر والقضاء على مناطق الظل، بقي إلى اليوم محل تشكيك في كيفية التصرف في موارده المالية ومحل اتهامات بتوجيه الأموال إلى غير ما خصصت له.