
العيد الورتاني مقاوم وسجين سابق في عهد الاستعمار: كنت نهَرِّبْ في السلاح والبارود في كرهبة الحلايبية
نحكيو اليوم على وحدة من أهم الفترات التاريخية اللي عرفتها تونس، فترة الاستعمار الفرنسي اللي استعملت فيه فرانسا وقتها شماعة "الحماية" ووقعت فيها اتفاقية في ماي 1881 مع نظام البايات الضعيف باش تسيطر على بلادنا وتعيث فيها فساد من تقتيل وتشريد واستغلال للثروات...
فترة انجموا نوصفوها بالصفحة السوداء من كتاب تاريخ تونس، المليان بصفحات ناصعة البياض لأشخاص ساهموا في التصدي للمستعمر وقاوموه بالفكر والكلمة الحرة والساعد القوي، وما بخلوش على بلادهم بقطرة عرق ولا شوية جهد، وكانوا مستعدين يضحيو بالغالي والرخيص باش ما يقعدش محتل.
تاريخ حافل بالمقاومة والنضال سواء عن طريق المقاومين والفلاقة اللي هزوا السلاح، وإلا المناضلين اللي كانوا يخططوا ويدعمو ويقودوا المظاهرات والتحركات الاحتجاجية بمختلف أنواعها.
ضيف حلقتنا اليوم هو واحد من اللي رفضوا ذل واهانة المستعمر، وقرروا باش اسهموا باللي يقدروا عليه في تحرير البلاد.
محمد العيد الورتاني اللي تولد عام 1919 في معقل الزعيم، هو مناضل ومقاوم . أسمو الحقيقي محمد العيد الورتتاني واختار انا ناديوه بعم العيد.
عم العيد رغم عمرو توا 100 سنة وشهر الا انو مزال يتذكر ادق التفاصيل اللي عاشهم ملي كان عمرو 15 سنة مع أولاد منطقتو وكيفاه كان شاهد وجزء من الكفاح المسلح ضد المستعمر وتطور المقاومة.
المقاومة انطلقت من الشارع بصفة تلقائية باش تتطور بالتدريج وتولي مقاومة مسلحة يستعملو فيها في نفس الوقت المتفجرات اللي يقومو بصنعهم والسلاح المهرب.
بالنسبة للعم العيد كان عندو انتماء سياسي وملي عمر 19 سنة انخرط في الحزب الدستوري ومن بين المهام الأساسية متاعو تنظيم المظاهرات والاحتجاجات ومع ظهور الكفاح المسلح بدا مع مجموعة أخرى من المقاومين في صنع القنابل اليدوية باستعمال البارود اللي كان يتهرب من مكان لمكان عن طريق الحلايبية.
وبعد عديد الاغتيالات والتصفيات اللي قام بيهم ضد المستعمر الفرنساوي تمكنو من التعرف على أوصافو وأصبح من المفتش عنهم.
صارت عديد من المحاولات للقبض على عم العيد لكن في كل مرة يتمكن من الهروب الي ان نصبولو كمين في منزل والدو.
وتم التحقيق معاه في المكتب السياسي عدد 2 مدة 27 يوم ووقع تعذيبو بطريقة متواصلة ورفضت كل السجون قبولو لأنو كان في حالة سيئة.
ومن هنا انطلقت حكايتو في سجون تحت السيطرة الفرنسية في تونس والجزائر.