وبناءً على الأبحاث المستمرة والتحليلات التاريخية، قدم المؤرخون دلائل تفيد بأن استخدام سلالة الخيول العربية الأصيلة يعود إلى فترة مبكرة تقدر بآلاف السنين قبل الميلاد وفق ما يقول مربي ومدرب الخيول فيصل عجم.

ويميز هؤلاء المؤرخون مظهر هذه السلالة من خلال الرسومات القديمة، حيث أظهروا الصفات الفريدة التي تميز هذه الخيول وتميزها عن غيرها من السلالات. 

ويشير عجم يرجع أصل هذه الخيول الأصيلة إلى منطقة الجزيرة العربية، وهو الأمر الذي أدى إلى تسميتها بـ "الخيول العربية".

وتشتهر هذه السلالة بقوتها وصبرها، ويُعزى ذلك إلى تطورها على مر الزمن في بيئة قاسية كالصحراء، مما منحها قدرة استثنائية تجعلها قادرة على تحمل التحديات في مختلف المجالات مثل النقل والعمل وحتى المنافسة في سباقات الخيول العالمية.
 ولقد أثار الحصان العربي اهتماماً واسعاً بين المؤرخين في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما في الكتب التاريخية الأوروبية التي امتلأت بالإشارات إلى صفات وسلوكيات الخيل العربي الأصيل بحسب المدرب فيصل عجم . فعلى مر العصور، كان الحصان العربي خيارًا مفضلاً للطبقات النبيلة وأصحاب المواقع الرفيعة في المجتمع، وذلك نظراً لتميزه بصفات جسمانية فريدة وسلوكيات مميزة أيضاً.

 وعن ميزات  الخيول العربية الاصيلة  يوضح المدرب فيصل عجم يتميز الحصان العربي الأصيل بعدة صفات جسمانية تميزه عن غيره من السلالات.

ويبلغ ارتفاع منطقة ركوب الفارس حوالي 150 سم، وتكون هذه المنطقة مستوية تقريبًا، مما يجعله من أكثر السلالات ملاءمة للامتطاء وتوفير الراحة والأمان للفارس. كما يتميز برأس صغير الحجم مقارنة بالسلالات الأخرى، وبآذان رقيقة وصغيرة ومستقيمة.

ويضيف فيصل يتميز الحصان العربي الأصيل بأطراف ذات أوتار واضحة وحوافر صغيرة وصلبة جدًا، وذيل مرتفع أثناء حركته المليئة بالفخر والغرور الواضح والجميل. كما يمتلك جبهة مميزة وواسعة، مزينة بعيون واسعة وبراقة وذكية أيضًا. كما يتمتع الحصان العربي الأصيل بشعر ناعم وغزير وفق فيصل عجم ، وهو سمة مميزة تميزه عن غيره من السلالات. كما أنه يتميز بمساحة صدر واسعة، مما يجعله يتحمل الجهد بشكل أفضل من غيره. تُعزى هذه القدرة على التحمل إلى حجم قفص الصدر الكبير للخيل العربية، الذي يزودها بالأوكسجين الإضافي اللازم لتحمل المجهود والعمل الشاق بفعالية.

وحول الصفات السلوكية للخيل  يقول فيصل عجم تتسم الخيول العربية الأصيلة بعدة صفات سلوكية تجعلها مميزة ومرغوبة على نطاق عالمي.

وتتضمن هذه الصفات السلوكية الأهم الذكاء العالي، حيث تتمتع الخيول العربية بذكاء فطري يمكنها من التفاعل مع متطلبات المتسابق وفهم التعليمات بسرعة. كما تتميز بالشجاعة والثقة، حيث تظهر الخيول العربية الأصيلة استعدادًا للتحدي والتعامل مع المواقف الجديدة بثقة وجرأة. الانسيابية والجمالية في الحركة أيضًا من الصفات المميزة لهذه السلالة، حيث تتمتع بحركات أنيقة وجميلة تجعلها تبرز في السباقات والعروض الفنية. وتُعتبر الخيول العربية الأصيلة أيضًا من السلالات الوفية والمرافقة الممتازة، حيث تطلق عليها عادةً لقب "الصديق الأبدي" نظرًا لوفائها واهتمامها بمتسابقها أو مالكها. وأخيرًا، تتمتع بالحس الفائق والرد السريع، حيث تكون قادرة على التفاعل بسرعة مع المواقف الطارئة واتخاذ القرارات السليمة في لحظات الضغط.
وبخصوص قوة الحصان العربي الاصيل يقول فيصل عجم أنه من بين أكثر السلالات خيولًا قوةً وصحةً، حيث تتميز هذه السلالة بقدرتها الهائلة على تحمل الظروف الصعبة والتعافي السريع من الأمراض المختلفة. وتُعتبر قوة الحصان العربي الأصيل وصحته الجيدة عوامل رئيسية تجعله الخيار المثالي لمختلف الأعمال والرياضات الخيلية.
وومن بين الصفات المميزة للحصان العربي الأصيل هو صبره العالي على الجوع والعطش، حيث يمكنه الاستمرار في تقديم الخدمات المسخّرة له بنفس الكفاءة، حتى في حالة الحصول على كميات قليلة من الطعام كما يقول المدرب فيصل عجم.

وتجعل هذه الصفة الحصان العربي الأصيل الشريك المثالي في التزاوج مع سلالات أخرى، بهدف تحسين خصائصها وسماتها. ويعود جزء كبير من قوة الحصان العربي الأصيل إلى ضخامة منطقة الصدر لديه، الأمر الذي يجعل قدراته التنفسية تتفوق على سلالات الخيول الأخرى، مما يجعله الخيار الأمثل للمسافات الطويلة والأعباء الشاقة.

وينوه المدرب فيصل عجم الى اعتبار  الخيول العربية الأصيلة من بين أذكى الحيوانات، حيث اشتهرت هذه السلالة بذكائها المنقطع النظير، وقد تمت إثراء كتب المؤرخين بالعديد من القصص التي تبرز هذا الذكاء الاستثنائي. فالخيل العربي يمتلك القدرة على التعرف على صاحبه من خلال صوت وقع أقدامه على الأرض، كما أنه يستجيب لأوامره بدقة عالية. وتشير الحكايات إلى وجود خيول عربية لم يكن لصاحبها الحاجة إلى إصدار الأوامر اللفظية، حيث كانت تستطيع تلك الخيول فهم رغبات صاحبها من خلال نظراته فقط، مما يُظهر مدى الذكاء والتفاهم بين الإنسان والحيوان في هذه السلالة العريقة.
وحول الولاء والإخلاص يقول المدرب فيصل عجم ان  الخيول العربية الأصيلة بإخلاصها الشديد لصاحبها، وهذه الصفة كانت وراء اختيارها كوسيلة للمحاربين العرب في العصور القديمة. فالحصان العربي يتمتع بإحساس مرهف بالخطر ويظهر إخلاصه المطلق لصاحبه، حيث كان يقوم بإسعافه في المعارك ويوفر له الحماية عندما يقترب الخطر منه. كما أنه يستطيع أن يشعر بحالة صاحبه ويستجيب لها على الفور، سواء كان ذلك بالألم أو الخوف، مما يجعله شريكاً مخلصاً وموثوقاً في أوقات الشدة.
وتروى الكثير من القصص عن الخيول العربية الأصيلة التي قدمت أعظم التضحيات من أجل إنقاذ حياة صاحبها، فهي ليست مجرد حيوانات تستخدم في الحروب، بل تمثل رمزاً للإخلاص والولاء، حيث أنها عبر التاريخ كانت تضحي بكل شيء لحماية وإنقاذ من ربّاها وربّتها وفق المدرب عجم .
ويوصف  الخيل العربي الأصيل بشجاعة لا مثيل لها وإقدام يجعله يبرز بين الحيوانات الأخرى، حيث لا يعرف معنى الخوف وفق المدرب عجم . وينفرد  هذا الحيوان العربي بقدرته على مواجهة التحديات والمواقف الصعبة دون تردد، حتى أمام الحيوانات البرية الشرسة مثل النمور والفهود. يظهر الخيل العربي إقدامًا فائقًا بمواجهة أي خطر يهدده أو يهدد صاحبه، مما يجعله عامل أمان حقيقي لأصحابه وشريكاً موثوقاً في مختلف الظروف والمواقف.

وينتقل المدرب فيصل عجم الى نقطة اخرى وهي ان الخيول العربية الأصيلة لها علاقة خاصة بالموسيقى والعزف، فبالإضافة إلى صفاتها السلوكية المميزة كالجموح والشجاعة، فإنها تظهر عشقًا لسماع الأغاني والعزف. تم استخدام هذه الميزة في عروض ترفيهية، حيث تؤدي الخيول العربية الأصيلة رقصات جميلة وهادئة على إيقاعات الموسيقى التي تفضلها. تتمايل الخيول وتقوم بالضرب بحوافرها بتناغم مع الإيقاع، مما يبرز قدرتها على استيعاب والتفاعل مع الموسيقى بشكل ملحوظ. ويُعتبر هذا العشق للموسيقى جزءًا من شخصية الخيل العربي الأصيل، الذي يمتلك أذنًا موسيقية حساسة وقدرة على استيعاب النغمات بشكل فريد.
وعن حب الناس للخير يقول فيصل تختلف تفضيلات الشعوب تجاه الخيل العربي الأصيل حسب الصفات التي ترغب في الحصول عليها. فبعض الشعوب تفضل الحصان العربي بسبب جماله الباهر، بينما تفضل أخرى الخيل العربية التي تتمتع بالقدرة على تحمل الجهود الكبيرة والقدرة على العمل الشاق. وبهذا، تُظهر سلالات الخيول العربية الأصيلة تنوعًا في الصفات التي تجعلها محبوبة ومفضلة لدى الناس في مختلف أنحاء العالم.
وفيما يخص أهم أنواع  الخيل يتحدث  فيصل عجم تعد  الخيول العربية الأصيلة من الأنواع المتنوعة والمفضلة في عالم الفروسية، حيث تتميز كل سلالة بصفاتها الخاصة التي تجعلها محبوبة ومفضلة لمختلف أنواع الاستخدامات الخيلية. ويكمل من بين أفضل هذه الأنواع، نجد الدهمة التي تتمتع برقة وشجاعة في الوقت نفسه، مما يجعلها مثالية لمختلف أنواع الرياضات الخيلية. وتأتي الشويمة في المقدمة أيضًا، مع قوتها الفائقة وشجاعتها، بالإضافة إلى الشوافة التي تمتلك قدرات بصرية حادة، مما يجعلها مثالية للرحلات الطويلة والمغامرات في البرية. أما الحمدانية، فتُستخدم بشكل شائع في السباقات والمباريات بفضل سرعتها وقدرتها على المنافسة، بينما تُعتبر الصقلاوية بشعرها الغزير والناعم جذابة للكثير من عشاق الخيول، مما يجعل كل سلالة تبرز بصفاتها المميزة وتُشكل جزءًا من تنوع الثقافة الفرسية العربية العريقة.
في نهاية المطاف ، يقول المدرب فيصل عجم  يجسد الحصان العربي الأصيل ليس فقط مجرد حيوان، بل يمثل رمزًا للأصالة والجمال والقوة والولاء الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان. إنه شريك مخلص للإنسان، يتحلى بالذكاء والشجاعة والإقدام في مواجهة التحديات. يروي تاريخه العريق قصصًا عديدة عن تضحياته العظيمة في سبيل إنقاذ صاحبه وحمايته، ما يجعله ليس مجرد حيوان بل رفيقًا مخلصًا يستحق التقدير والاحترام.