
كيف تمكنت ألمانيا الغربية والولايات المتحدة من خداع بلدان المغرب العربي لعقود طويلة
كشفت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية أن كل دول المغرب العربي إلى جانب 13 بلدا إفريقيا كانوا عرضة لعملية تحيل كبيرة من قبل المخابرات الأمريكية والألمانية الغربية، عبر شركة سويسرية واجهة
« Société écran »
باعت للدول المذكورة أنظمة منع تنصت على مكالمات كبار المسؤولين، إلا أن الأمر كان خلافا لذلك فكل المكالمات كانت محل متابعة الأجهزة المخابراتية الأمريكية والألمانية ومن ثمة كانت المعلومات تنقل إلى الكيان الصهيوني والسويد وسويسرا وبريطانيا.
عديد الدول عبر العالم كانت ضحية لهذا الخدعة التي لم ينسحب منها الألمان إلا سنة 1993 بعد توحيد الألمانيتين الغربية والشرقية سنة 1989.
العملية أسهمت في كشف ملابسات احتجاز الرهائن الأمريكان في إيران سنة 1979 وتفجير الملهى الليلي ببرلين بإيعاز من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
والأكيد أن لهذه العملية دور في التصفيات التي طالت القيادات الفلسطينية في تونس على غرار أبو جهاد في ثمانينيات القرن الماضي.
الدولتان الوحيدتان التي نجت من هذه المؤامرة هي الاتحاد السوفياتي والصين اللذين كانا يمثلان المعسكر الاشتراكي المناوئ للمعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية.
من جانبها اكتفت وزارة الدفاع السويسرية ببيان مقتضب أشارت من خلاله أنها ستفتح تحقيقا في الغرض قبل اتخاذ ما يلزم من إجراءات.