إعلانات

عبد الحميد الجلاصي: “إن الخشية الأكبرهي ان تكون حكومة السيد المشيشي حكومة الرئيس فعلا”

عبد الحميد الجلاصي: “إن الخشية الأكبرهي ان تكون حكومة السيد المشيشي حكومة الرئيس فعلا”

عبد الحميد الجلاصيالاثنين 10 أوت 2020 - 20:45
نشر القيادي السابق في حركة النهضة، عبد الحميد الجلاصي، اليوم الاثنين 10 أوت 2020، تدوينة على صفحته الخاصة "فايسبوك "منتقدا فيها المشاورات الخاصة بتكليف الحكومة القادمة .

و جاءت كالتالي :   

إن الخشية الأكبر هي ان تكون حكومة السيد المشيشي حكومة الرئيس فعلا و ليس بالمجاز اللفظي ،فيتحول مركز السلطة إلى قرطاج (الرئاسة ) بدل القصبة (الحكومة ) وباردو (البرلمان )،و حينها ستكون البلاد واقعا أمام انحراف دستوري جسيم ليكون السيد المشيشي وزيرا أول وليس رئيس حكومة .وهي خشية لها ما يبررها و لكن بالإمكان تلافيها (...)
من حيث الطبيعة لعل أفضل الحكومات الممكنة راهنا هي حكومة التمثيلية الواسعة حول برنامج، و لن يحصل ذلك الا بحوار حقيقي مع الاحزاب ،و عمل سياسي في العمق معها . ونرجح أن الاحزاب ستتفاعل إيجابا مع كل خطوة تقطع في هذا الاتجاه و يمكن أن تقبل حتى بتمثيلية رمزية فيها .
و لكن نرجح أن يمضي المكلف إلى خيار حكومة دون أحزاب ليستمر العبث بالعمل السياسي و العمل الحزبي حيث تخوض الاحزاب الحملات الانتخابية و تأطير الجماهير لتساند في الأخير حكومة لا تمثلها مع استمرار تحملها لمسؤولية نتائجها .
في السياقات الحالية يمكن للبرلمان أن يصادق على حكومة خالية من الاحزاب الحكومة أن تمر اقتناعا بالوصفة أو خوفا من انتخابات سابقة لأوانها . و بالطبع فان " حكومة الخوف "ستكون دون أب و دون سند قار و لن تستطيع مواجهة التحديات المطروحة على البلاد و لا غضبة الخريف القادمة .
ستكون مجددا حكومة تأجيل أزمة أو ربما حكومة نهاية دورة .
و الاسوء أن تكون حكومة غير حزبية و لكنها ذات لون فكري و سياسي ،إذ أن الانتماء لا يحتاج بطاقة انخراط في حزب ما ،مع تكليف بعض وزاراتها بتصيد ملفات المعارضين لها .و قد انطلقت سياسة استعمال أجهزة الدولة للتضييق على الخصوم و المنافسين وإثارة الملفات بطريقة انتقائية منذ أربع سنوات و يخشى المتابعون استمرار نفس المنهج .
إن الذاكرة السياسية للتونسيين لم تنسى انه تشكلت في البلاد في ابريل من سنة 1989و مباشرة بعد تزييف الانتخابات التشريعي حكومة أطلقت عليها الدوريات المؤثرة حينها "حكومة حرب "لأنها كانت حكومة ضدية .
إن السياقات غير السياقات تماما .يجب الانتباه أن العدو هو الفقر و البطالة و الهشاشة الاجتماعية و انتشار الإحباط ،ووحده تجميع الصفوف يمكن أن يوفر شروط كسب الحرب .ما عدا ذلك لن يكون في صالح احد بل سيدفع للبلاد إلى انتخابات سابقة لأوانها في أحسن الأحوال و إلى الفوضى في أسوئها .



مقالات مشابهة