قال عميد المحامين، عامر المحرزي اليوم السبت:" إن المحامين التونسيين يرفضون اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعق مع الاتحاد الأوروبي (أليكا)، نظرا لخطورتها الكبيرة وانعكاساتها الوخيمة على عديد القطاعات كما يطالبون تونس بتأجيل التوقيع عليها وتأخير دخولها حيز التنفيذ، من أجل مزيد التعمّق فيها وتوفير الوقت اللازم لتأهيل قطاع الخدمات وخاصة المحاماة"، التي اعتبر أنها تحتاج لفترة لا تقل عن 10 سنوات حتى تكون قادرة على مجابهة المنافسة الأوروبية.
ولاحظ المحرزي على هامش انطلاق أعمال الندوة العلمية التي تنظمها الهيئة الوطنية للمحامين، من 25 إلى 27 جانفي بالحمامات، حول "تحديات المحامي التونسي في مواجهة اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعمق بين تونس والاتحاد الأوروبي"، أن "رفض المحامين لهذه الاتفاقية، ليس اعتباطيا بل يعود لأسباب موضوعية وعملية من أهمها أن عديد القطاعات والخدمات ومن بينها المحاماة، غير قادرة اليوم على مجابهة المنافسة مع الاتحاد الاوروبي، كما أن الدولة لم توفر الإمكانيات اللازمة لتكوين المحامين وتأهيلهم، حتى يتمكنوا من مجاراة نسق تطور خدمات المحاماة والخدمات القانونية في الاتحاد الأوروبي".
ونبّه إلى أن فتح الحدود أمام المحامي الأوروبي، من شأنه الإضرار بمصلحة المحامي التونسي وبمكانته، "باعتبار تباين الإمكانيات والقدرات وغياب متطلبات المنافسة السليمة بين من استكمل تأهيله ومن هو في طور التأهيل"، داعيا الحكومة إلى "فتح حوار جدّي مع مختلف المعنيين بهذه الاتفاقية وإلى تحمّل مسؤوليتها في تأهيل المنظومة القضائية، بمختلف مكوناتها، ومن بينها المحاماة التي هي اليوم غير مستعدة بعد لمجابهة المنافسة الأوروبية"، حسب عميد المحامين.
كما طالب بضرورة التنصيص في هذه الاتفاقية على مبدأ المساواة والمعاملة بالمثل، أي أن يتم السماح للمحامي التونسي بالانتصاب في أوروبا إذا ما تم السماح للأوروبي بالعمل في تونس، مناديا أيضا إلى أن يتم تمكين المحامي التونسي من حرية التنقل في أوروبا ومستنكرا رفض الشريك الأوروبي لهذا المطلب ولمبدأ حرية العمل وحرية التنقل في الاتجاهين.
وبخصوص إمكانية التوقيع الوشيك على هذه الاتفاقية، قال عامر المحرزي: "من الصعب أن توقع تونس على اتفاقية الأليكا، في ظل الرفض القطعي لعديد القطاعات والمنظمات التونسية لهذه الوثيقة". وأوضح أن الحوار متواصل مع الحكومة بخصوص هذه الاتفاقية وأن هيئة المحامين تواصل التعبير عن موقفها الرافض بكل وضوح، معربا عن الأمل في أن "تنصت الحكومة لمشاغل القطاعات والفاعلين المعنيين باتفاقية الأليكا".
وقال عميد المحامين في كلمته خلال هذه الندوة العلمية: "إن عدم الإنصات لمطالب المعنيين بالأليكا، يعبّر عن الرغبة في لي ذراع المحامين الذين يمثلون رقما هاما في منظومة العدالة والذين سيرفضون التعامل بهذه الاتفاقية التي ستبقى اتفاقية مشلولة لا تنفذ".
وات
Address: Immeuble Louati 4e étage Lot 6.5.9
Les Jardins du Lac - Tunis - Tunisie
Tél: +216 70 016 020
E-Mail: contact@ifm.tn