
الدكتور حمدون: الدين ما يحرمش التشريح اللي فيه فايدة
استقبل برنامج الدوامة الذي يقدمه الإعلامي محمد الخماسي على موجات إذاعة إي أف أم، في حلقة يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2019 الدكتور منصف حمدون رئيس قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بتونس العاصمة.
وتم خلال هذه الحلقة التطرق إلى عدة مواضيع، على غرار القضايا التي ساهم فيها الدكتور خلال فترة حكم زين العابدين بن علي، إضافة إلى ملفات تتعلق بمقتل الشاب آدم بوليفة، وكل من اللاعب محمد علي عقيد والناشط السياسي لطفي نقض.
وأشار الدكتور منصف حمدون خلال حضوره في البرنامج إلى وجود فتاوى دينية تسمح بالتشريح الطبي إذا كانت فيه فائدة، في المقابل يحرم الدين التشريح الذي لا ترجى منه أية فائدة.
وفي سياق متصل أكد ضيف الدوامة أن عقلية التونسيين بخصوص التبرع بأعضاء الموتى للأحياء مازالت غير منفتحة وتتطلب الكثير من حملات التوعية، مشددا على أنه يدرك جيدا كيف تتحول جثة الإنسان بعد مرور مدة على وفاته، إذ تبدأ جميع أعضائه بالتلاشي وتنهش جسده الديدان، في حين أنه كان من الممكن أن تنقذ تلك الأعضاء بإنقاذ حياة أشخاص آخرين إذا سمح ذوو الموتى بالتبرع بها.
*قضية آدم بوليفة
نفى الدكتور منصف حمدون كل المعطيات التي تم تداولها بخصوص صدور تقرير الطب الشرعي المتعلق بالوفاة المسترابة للشاب آدم بوليفة في الماديسون، موضحا أن التقرير لم يصدر بعد، دون أن يذكر أكثر تفاصيلا بخصوص هذا الملف الذي لا يزال أمام أنظار القضاء، وذلك احتراما لسرية الأبحاث.
*قضايا في عهد زين العابدين بن علي
أبدى الدكتور منصف حمدون تفهمه لكافة الاتهامات التي وجهت له بعد الثورة من قبل أشخاص فقدوا أقاربهم أو أبنائهم عندما كان مساجين أو موقوفين في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، ونفى في المقابل كل الاتهامات واصفا إياها بالإشاعات.
كما بين أنه لم يكن طيلة مسيرته المهنية على عملية تعذيب لأي شخص، واصفا هذا الأمر بإحدى أفظع الجرائم التي قد يرتكبها طبيب، قائلا:" عمري ما غطيت على حالة تعذيب، وما حطيت جثة انسان على أكتافي".
هذا ولم ينكر المصدر ذاته وجود حالات تعذيب ووفايات مسترابة في عهد بن علي، مبرزا أن التقارير الخاصة بها كانت تتم في منأى عنه، وحتى الحالات التي عرضت عليه في بداية فترة نظام بن علي كان حريصا على عدم تزييفها على الرغم من الإغراءات، وكان يعلم جيدا كيف يقول لا، إذ كان يستعين بقاض خلال عمليات التشريح ليتم تدوين التقرير بحضور القاضي المتعهد بالقضية بهدف غلق الأبواب أمام جميع التدخلات.
*ملف اللاعب محمد علي عقيد
من المواضيع التي تطرق لها الدكتور حمدون أيضا، قضية وفاة اللاعب الدولي التونسي السابق محمد علي عقيد في السعودية، والتي كشفت تقارير الطب الشرعي التي قام بها الفريق المختص في صفاقس بعد مرور أكثر من 3 عقود على وفاته، أنه توفي بسبب طلق ناري في الرأس على عكس الروايات التي روجت حين وفاته حول إصابته بصاعقة رعدية.
*ملف لطفي نقض
ملف السياسي ورئيس الاتحاد المحلي لنداء تونس بتطاوين لطفي نقض، الذي توفي في ظروف مسترابة سنة 2012، كان أيضا من بيض المسائل التي تحدث عنها رئيس قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بتونس العاصمة منصف حمدون.
وأكد ضيف برنامج الدوامة أنه اطلع على الملف على الرغم بأنه لم يكن الطبيب الشرعي الذي أشرف على عملية التشريح، وحسب وجهة نظره فإن زميله الذي قام بعملية التشريح في قابس تسرع وتعرض إلى ضغوطات جعلته يصدر تقريرا مشكوكا في أمره، إذ أن نقض وعلى الرغم من أنه كان يعاني من مشاكل في القلب إلا أنه تعرض للعنف، مرجحا في السياق ذاته أن يكون عامل نقص الخبرة من بين العوامل التي دفعت زميله إلى التسرع في إصدار تقرير مشكوك في أمره.