
الدكتور منصف حمدون: التعامل مع الأحياء يخوفك أكثر من التعامل مع الأموات
نزل الدكتور منصف حمدون رئيس قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بتونس العاصمة ضيفا على برنامج الدوامة على إي أف أم مع محمد الخماسي.
وكانت الحلقة التي بثت يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2019، فرصة للعودة على اختصاص الطب الشرعي في تونس وعلى مميزاته، وعلى أهم القضايا التي ساهم الدكتور حمدون في كشفها أو العمل عليها سواء من خلال القيام بالتحاليل والفحوصات اللازمة مع الأحياء، أو عبر إجراء عمليات التشريح على جثث الأموات.
وأكد الدكتور حمدون أن اختصاص الطب الشرعي صعب جدا من الناحية النفسية، نظرا للأشياء والمشاهد الفظيعة والقاسية التي يراها طبيب هذا الاختصاص سواء مع الأحياء أو الأموات.
وأضاف محدثنا أن اختصاص الطب الشرعي لا يتعلق بالموتى فقط، مستشهدا بعينة من أرض الواقع تحديدا في قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة الذي تكون ثلثا الحالات التي يستقبلها من الأحياء فيما تتعلق حالات الأموات بنسبة الثلث فقط.
ويتعلق اختصاص الطب الشرعي حسب الدكتور منصف حمدون، بكل قضية تمس بجسم الإنسان، ولا يتدخل إلا بطلب من القضاء لإنارة سبيله واستعمال العلوم الطبية لتفسير بعض النقاط الغامضة.
ومن بين قائمة القضايا التي يتدخل فيها اختصاص الطب الشرعي ذكر المصدر ذاته، أن العنف يتصدرها وخاصة تلك المتعلقة بالاعتداءات الجنسية، إلى جانب كافة حالات الموت المسترابة.
من جهة أخرى، شدد ضيف برنامج الدوامة على أن التعامل مع الأحياء قد يؤثر في الطبيب الشرعي أكثر مما يؤثر فيه التعامل مع الأموات، قائلا:" مع احترامي لأي جثة، إلا أن نظرتي لها تبقى نظرة لمجموعة من الأدلة، التي يمكنني أن أحدد الشيء الذي أبحث عنه تحديدا عبر نوعية الجرح أو الإصابة التي ناتجة عن طريق آلة حادة أو رصاصة... في المقابل لا أستطيع في بعض الأحيان مواصلة الجلسات مع طفل أو طفلة تعرضا لاعتداء جنسي، إذ يمكنني ههنا تشريح ألف جثة في حين يستعصي عليا متابعة الجلسات المتعلقة بالاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها أطفال، وقد أطلب أحيانا من أحد المساعدين أن يعوضني...".
كما لفت إلى أن دور الطب الشرعي يكون قيما وأساسيا لأن القضاء سيعتمد بالضرورة على التقرير الصادر عنه، نظرا لعدم وجود أدلة ملموسة أو شهود وفق تعبيره.