وقال الدبابي في مداخلة هاتفية مع برنامج في 90 دقيقة على إي أف أم :"ّ بعض الحرائق أكيد لم تكن مقصودة تعود لأسباب تقنية كماس كهربائي أو غيرها، لكن طبيعة البعض الآخر والأماكن التي اندلعت فيها، نجد حرائق تمس في عمق أمن البلاد واقتصادها.. فحريق سوق جارة مثلا مس عائلات في قوتها اليومي، محلات في سوق جارة لبيع الحنة أو العطورات، وطبيعة تلك الأسواق البناء التقليدي وتعتمد على المواد القابلة للاشتعال على غرار الحلفاء والأخشاب، والذي تكون فيه سرعة انتشار النيران كبيرة للغاية، لكن عندما تتزامن معه حرائق أخرى في بنزرت في بن عروس في معمل، في الحمامات، وفي عديد الأماكن التي مست تقريبا جميع أيادي الجمهورية".
وأشار النقابي الأمني إلى أن الاستنتاج الأولي يحيل على وجود أيادي إجرامية ومخطط الأرض المحروقة الذي تستعمله العصابات الإرهابية والإجرامية لضرب أمن البلاد.
وتابع محدثنا :" العمل الإجرامي أو الإرهابي لا يقتصر فقط على العمل المسلح، وفما أعمال أخرى فظاعة وتأثيرا ونتائج تكون أكبر وأشمل وخاصة عندما نتحدث عن استهداف المواطنين في أمنهم وفي قوتهم، وما شهدناه يوم العيد يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، وتوجد لجان مختصة ساهرة على التحقيق، يؤكد وجود أيادي خبيثة وإجرامية وراء اندلاع الحرائق... الحريق كان ممتدا وشاسعا ولم تكن هناك نواة وحيدة للنار، فتقنيا عند الحديث عن حريق ممتد في وقت زمني قصير فإن إمكانية إشعال النار تمت في نقاط مختلفة، وثانيا وهو ما يمثل مؤشرا آخرا على أن الحريق كان مدبرا وبفعل فاعل، عندما يتم تسخير مجهودات الحماية المدنية من وسائل وأعوان للتغلب على الحريق في سوق جارة، وفي نفس الوقت يندلع حريق آخر بواحة شنني المحاذية تقريبا لسوق جارة، مما اضطرا الحماية لتوجيه سيارتين للسيطرة على الحريق، يعني هناك مخطط لتشتيت المجهودات وخاصة فيما بعد يصدر بيان غير مسؤول من حركة النهضة وهي حزب سياسي التي اتهمت فيه مباشرة هيكل الحماية المدنية بالتقصير والتباطؤ ...".